اثنان منهم عملا على الملف السوري.. الإعلان عن الفائزين بجائزة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لعام 2025
الثورة- هلا ماشه:
أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) رسمياً، الاثنين 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أسماء الفائزين بجائزة المنظمة – لاهاي لعام 2025، وذلك في إعلان مشترك من الأمين العام للمنظمة السفير فرناندو أرياس، وعمدة بلدية لاهاي، جان فان زانين، حيث تم تكريم ثلاث شخصيات بارزة قدّمت إسهامات مؤثرة في مجال نزع السلاح الكيميائي وتعزيز السلام والأمن الدوليين.
الدكتور إيتشيرو آكياما من اليابان كان الفائز الأول، وهو شخصية عريقة في مجال الكيمياء شاركت في مفاوضات اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية خلال فترة عقدت في مؤتمر نزع السلاح بجنيف بين 1982 و1992.
وقد لعب دوراً مركزياً في الاستجابة لهجوم السارين الذي استهدف مترو طوكيو عام 1995، وهو أول حادث إرهابي كيميائي واسع النطاق، بالإضافة إلى ذلك، شغل الدكتور آكياما منصب أول مدير لقسم التفتيش في المنظمة، حيث ساهم بشكل جوهري في تأسيس إطار عمل التحقق وإجراءات التفتيش الخاصة بالاتفاقية.
أما السفير كينيث وارد من الولايات المتحدة، فقد كرّس أكثر من 30 عاماً في أدوار مهمة لتعزيز نزع السلاح الكيميائي ومنعه من الانتشار.
في فترة توليه منصب الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى المنظمة بين 2016 و2020، كان له دور قيادي في التعامل مع القضايا المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، ودافع بقوة عن ضرورة محاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات، وساهم في تعزيز قدرات المنظمة على التحقيق وإدارة الأزمات.
بينما لعب الأميرال المتقاعد توبين ميكيلسن من الدانمارك دوراً محورياً في عمليات إزالة مخزونات الأسلحة الكيميائية من سوريا في 2013 و2014، ومن ليبيا في 2016، ضمن إطار مهمة مشتركة بين الأمم المتحدة والمنظمة.
تحت قيادته، تم نقل وتدمير حوالي 1000 طن من المواد الكيميائية في سوريا، و23 حاوية من ليبيا، ما شكل إنجازاً لافتاً في جهود التعاون الدولي من أجل السلام والأمن.
كما، أكد الأمين العام أرياس أن الجائزة تعزّز الإرث الذي بدأته المنظمة بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام عام 2013، مشيراً إلى دور الفائزين في الحفاظ على أهداف الاتفاقية وتعميق التعاون الدولي لتحقيق عالم خالٍ من الأسلحة الكيميائية. ولفت عمدة لاهاي إلى أن كل فائز يمثل نموذجاً يحتذى به في الابتكار والتفاني من أجل بناء مستقبل يسوده السلام والأمن.
أسست هذه الجائزة عام 2014 تزامناً مع إرث جائزة نوبل للمنظمة، وتُمنح سنوياً لما يصل إلى ثلاثة فائزين بأسهم نقدية تبلغ 90,000 يورو.
وتضم المنظمة 193 دولة عضواً، وتعتبر الجهة المعنية بتنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي دخلت حيز التنفيذ عام 1997، والتي نجحت في تدمير أكثر من 72,304 أطنان مترية من الأسلحة الكيميائية وفقاً لتقارير 2023.
في سياق متصل، عادت سوريا مؤخراً لتفعيل بعثتها الدائمة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، حيث عينت وزارة الخارجية والمغتربين الدكتور محمد كتوب ممثلاً دائماً لسوريا في المنظمة بتاريخ 20 نوفمبر/ تشرين الثاني وكان مجلس الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمد مؤخراً قراراً بدعم 151 دولة يؤكد على مرحلة التعاون الإيجابي والمتقدم بين سوريا والمنظمة.