الثورة- هلا ماشه:
قال مدير الشؤون الصينية في وزارة الخارجية والمغتربين، أشهد صليبي، الاثنين، إن الصين ستعيد فتح سفارتها في دمشق مطلع العام المقبل 2026، في خطوة تعكس مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين.
وأوضح صليبي أن زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بكين الأسبوع الماضي مثلت بداية تحول في السياسة الخارجية السورية، معززة إحياء الحركة التجارية وإعادة فتح الممثليات الدبلوماسية بين سوريا والصين.
ولفت إلى أنه في حين قدمت روسيا دعما سياسيا وعسكريا واقتصاديا للنظام المخلوع، كانت الصين تكتفي بتقديم الدعم السياسي فقط في مجلس الأمن وفي المنصات الدولية الأخرى.
وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين تراجعت بعد سقوط النظام المخلوع، حيث أغلقت الصين سفارتها في دمشق ونقلت بعثتها إلى لبنان، ولم تتمكن العلاقات من العودة إلى وضعها السابق منذ ذلك الحين. ولكن المباحثات المتبادلة الأخيرة تمخضت عن تأسيس أرضية صلبة لزيارة وزير الخارجية إلى الصين، والتي وصفها بأنها “تاريخية” وأدت إلى فتح آفاق جديدة في التعاون.
وأكد صليبي أن الصين عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وأن سوريا تسعى للحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الدول لتجنب أية إشكالات أو تجاذبات دولية، مشددا على عدم قبول سوريا باستخدام “الفيتو” ضد قرارات تخصها.
وحول العلاقات الاقتصادية، أشار المسؤول السوري إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قبل 2011 وصل إلى مليار ونصف المليار دولار، أو ما يعادل بين 8 و9 بالمئة من موازنة الدولة آنذاك. وأضاف أن سوريا بحاجتها الكبيرة لإعادة الإعمار تعتمد على الشركات والمنتجات الصينية، لافتا إلى التكنولوجيا المتقدمة التي تملكها الصين وقدرتها التنافسية العالمية التي ستكون مهمة لسوريا.
وأعلن صليبي أن الصين تعهدت بتقديم مساعدات مالية للشعب السوري بقيمة 380 مليون يوان (نحو 53 مليون دولار). كما أشار إلى أن هناك صعوبات تواجه رجال الأعمال والطلاب السوريين في الحصول على التأشيرات الصينية، وهو ما دفع إلى تسريع عملية إعادة فتح السفارة.
فيما يخص الاستثمارات، شدد صليبي على أهمية الاستثمارات الصينية في قطاعات الزراعة والطاقة والنقل والبنية التحتية والتكنولوجيا، مؤكدا أن قدرة الشركات الصينية على تقديم خدمات الإنشاء السريع مع تكلفة منخفضة ستدعم عملية إعادة الإعمار بشكل ملحوظ.
ونفى صليبي الادعاءات التي نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية حول تسليم سوريا لمقاتلين من الإيغور إلى الصين، مؤكدا عدم مناقشة مثل هذا الموضوع، ومؤكدا أن هذه الأخبار غير صحيحة.
وفي ختام حديثه، نقل تأكيدات القيادة السورية بأن سوريا لن تشكل تهديدا لأي دولة، وأن أراضيها لن تستخدم ضد الصين أو أي دولة أخرى، معربا عن الأمل في استمرار تعزيز التعاون بين دمشق وبكين في جميع المجالات.