الثورة – تحقيق – بشرى فوزي:
يعتبر الزواج علاقة مقدسة تجمع بين الرجل والمرأة وتبنى على أساس قوي ومتين تسوده المحبة.
ومع التطور الذي شهدته وسائل التواصل الاجتماعي دخل الزواج في إشكاليات هذه المواقع الخاصة بالزواج واتخذ أشكالاً مختلفة جديدة وغريبة عن مجتمعنا وعاداتنا فما هو سبب لجوء الشباب إلى الانترنت للتعارف واختيار زوجة أو العكس؟ هل ينجح زواج الانترنت أكثر من الزواج التقليدي؟ لماذا تنعدم الثقة تقريباً من طريقة التعارف عبر الانترنت ؟ هل من الممكن أن ينجح التعارف والزواج عبر مواقع خاصة بالزواج على الانترنت؟ هل حلّ الانترنت مكان الخطابة والحبّ ؟
“الثورة”‘رصدت تجارب وآراء للعديد من الشباب في أعمار وتجارب مختلفة ومتنوعة.
*الصدمة كانت كبيرة..
سلوى عمرها “٣٣” عاماً تقول: تعرفت إلى شاب عبر الانترنت وكنت مرتبكة بداية وبعد فترة وجيزة تعلقت به فقد جذبني بكلامه اللطيف وتعابيره الجذابة وسرحت معه إلى عالم خيالي بنفس طريقة تعرفي عليه عبر الانترنت فهو من وحي الخيال وتابعت سلوى التقينا وكنا على وفاق وحب وتفاهم ثم اتفقنا على الخطوة القادمة وهي الخطوبة لأتفاجأ بعد وقت قصير بأنه متزوج ولديه طفلة وهنا كانت الصدمة الكبرى حيث كان قلبي ينزف حزناً وألماً ولكن رغم كل ذلك تجاوزت هذه الأزمة وابتعدت عنه وعن هذه الطريقة في التعارف والزواج وأكملت قائلة أنصح الجميع بعد تجربتي بالابتعاد عن هذه العلاقات الافتراضية.
*عالم افتراضي..
“عبد الله سعيد” شاب ثلاثيني يؤكد أنه يقضي أغلب وقته عبر الانترنت و هو يتعرف يومياً إلى بنات بداعي الصداقة فقط ولا يفكر في أكثر من ذلك مؤكداً حتى الصداقة عبر هذه الشبكة مخيفة فكيف الزواج وبناء أسرة وأضاف نحن نعيش في عالم افتراضي بعيد عن الحقيقة والواقع ومن الصعب أن نعيش حياتنا من خلاله داعياً إلى الابتعاد عن ذكر تفاصيل عن حياتنا الخاصة عبر هذه المواقع التي تنعدم الثقة بها كونها
محض خيال ويمكن أن تزول” بكبسة زر” كما أشار.
*واقع شئنا أم أبينا..
“رجاء” أكدت أنها تعرفت إلى شاب عبر مواقع التواصل وأضافت كنت أعيش بفراغ ووحدة حيث أمي وأبي منفصلان ولا أجد ما أفعله لذلك لجأت إلى الانترنت لتمضية الوقت ولم أندم على ذلك فأنا الآن أمّ لولد (رامي) وأعيش باستقرار وراحة بال وتجمعني علاقة جيدة بزوجي حيث تسود المحبة والتفاهم والبساطة حياتنا وأضافت ليس من الضروري أن يكون الانترنت شر فهو جزء من واقعنا وحياتنا شئنا أم أبينا لذلك علينا دراسته جيداً ومعرفة كيفية التعامل معه وتوجيه أبنائنا للحذر منه فهو سلاح ذو حدين ولكنه شر لابد منه.
*طريقة التعارف ليست معياراً للنجاح..
“فيحاء” شابة عمرها /٣٥/عاماً تعرفت إلى شاب بداية بطريقة تقليدية وفي الجامعة وحدثت لقاءات عدة بينهما ولكن لم تستمر هذه العلاقة ولم تتطور وانتهت بعد تعلقي الشديد به وقد دخلت بحالة حزن استمرت فترة طويلة حسب قولها وأضافت بعد فترة تعرفت على شاب آخر عبر الانترنت يعيش في بلد أوروبي وقد تعلقت به وتطورت العلاقة بيننا إلى زواج على الرغم من عدم معرفتي به إلا عن طريق الانترنت وتابعت قائلة سافرت بعد إتمام الزواج ولكن تفاجأت بأنه مريض نفسي بدأ يضربني ويجبرني على أشياء لم أكن معتادة عليها ما اضطرني للعودة إلى بلدي وطلب الانفصال وبعد مرور عام تمت المصالحة بيننا بعد تدخل الأهل وأنا اليوم أعيش معه بعد أن رزقنا بطفلة ولا يمكن أن تكون طريقة التعارف هي السبب فربما أتعرف بشكل تقليدي لشاب ما ولا يحصل اتفاق وهذا ليس معيار لنجاح العلاقة.
*العبرة بالنتيجة..
“أمجد” تجاوز عمره الخمسين وقد تزوج مرة بطريقة تقليدية من قريبته وبعد عدة سنوات تم الانفصال حيث قضى فترة طويلة بلا زواج حتى تعرف إلى زوجته الحالية عبر الانترنت ورغم أنها كبيرة في السن ولن تنجب له لكنه تعلق بها ويجد نفسه منسجماً معها ولا يمكنه التخلي عنها مؤكداً أن العبرة بالنتيجة حسب وصفه.
*ضحاياه كثر..
المرشد الاجتماعي “أحمد عثمان” أكد أن التعارف عبر مواقع التواصل الاجتماعي له ضحايا من الشباب والبنات وهي طريقة مشبوهة لا تسودها الثقة والاحترام في مجتمعاتنا فقد تكون الصفات والأسماء مختلفة كلياً عن الحقيقة ومخالفتها للواقع تؤدي إلى نهايات حزينة أقل ما يمكن وصفها
وأضاف “عثمان” أنّ هذه الطريقة في التعارف جديدة ودخيلة على مجتمعاتنا لأننا نعيش في مجتمع تحكمه قواعد وضوابط وهناك طرق للتعارف والخطبة والزواج مؤكداً أنّ التعارف عبر الانترنت ليس من ضمنها مضيفاً أنه ورغم وجود هذه العلاقات ونجاحها أحياناً إلا أنه لا يحبذها ويجدها خارجة عن المألوف داعياً الشباب إلى توخي الحذر من الانترنت الذي بات يراقب كل تصرفاتنا ويتدخل في أصغر وأهم شؤون الحياة.
*ختاماً ..
قبل أن تبحث عن نصفك الآخر تأكد أنّ نصفك الأول مكتمل ومستعد للنصف الثاني فالزواج الناجح صرح لابد أن يعاد بناؤه كل يوم لذلك لابد من الحذر والدقة واختيار الشريك الملائم خاصة إذا كان التعارف عبر طرق جديدة حالياً وربما تصبح مألوفة قريباً.