الثورة – براء الأحمد:
اتفاقية تعاون علمي وفني بين وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري التونسية، والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد”، تهدف إلى دعم الجهود التي تبذلها وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري في تونس للنهوض بالقطاع الفلاحي وتحقيق الاستفادة من التقانات الحديثة في تطوير مجالات التنمية الفلاحي وتطبيق الإدارة السليمة للموارد الطبيعية والمائية والرفع في قدرات الكوادر والاستفادة من مختلف الدراسات والبرامج والمشاريع التي ينجزها المركز العربي أكساد في كافة الدول العربية.
وتهدف الاتفاقية التي وقعت اليوم إلى تعزيز الأمن المائي ورفع كفاءة الري وترشيد استخدامات المياه وتطبيق إجراءات حصاد المياه، وحفظ وتطوير وصيانة وتبادل الأصول الوراثية والأصناف، والسلالات، وتطوير البحوث العلمية الزراعية التطبيقية لحل مشاكل القطاع الزراعي، وتوظيف التقانات الحديثة في تنمية وتطوير القطاع الفلاحي، والتكيف مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره وتطوير برامج الزراعات المتحملة للجفاف.
وتنص على ضرورة تنمية وتطوير وزيادة الإنتاج من خلال استنباط أصناف من الحبوب عالية الإنتاجية متحملة للجفاف، ونشر الزراعة الحافظة والمحاصيل العلفية المروية والبعلية المتحملة للجفاف والأنواع النباتية الرعوية الملائمة، وتطوير الممارسات الزراعية للنخيل والأشجار المثمرة وإدخال أصناف جديدة من الأشجار المثمرة على غرار الفستق الحلبي، ووقاية النباتات والتقنيات الحديثة في مكافحة الآفات.
وتؤكد على ضرورة تفعيل برامج التحسين الوراثي، والحفاظ على الصفات الوراثية المتميزة للسلالات المحلية، وتحسين وتطوير منظومات الحيوانات الزراعية، وتحسين القيمة الغذائية للمخلفات الزراعية وتصنيعها لتغذية الحيوانات وتطوير المحاصيل العلفية، والاستفادة من تجربة المركز العربي أكساد في مجال شبكات مربي الأغنام، وتطوير برامج الصحة الحيوانية ودراسة الأمراض الوبائية والسيطرة والتحكم بها.
ونصت الاتفاقية على ضرورة الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية عبر الإدارة المتكاملة للرفع في كفاءة استخدام المياه وتطبيق نظام الري الحديث ونشر حصاد المياه، وإعداد خارطة الاستعمال المثلى للأراضي، ومراقبة التصحر وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، ودراسة آثار التغيرات المناخية على الموارد الطبيعية والغطاء النباتي، والإدارة المتكاملة لاستدامة الموارد الرعوية وتطوير كفاءة المشاتل الرعوية، ووضع نظم لإعادة التنوع البيولوجي في المناطق الحراجية بما يضمن المحافظة على الأنواع والأصناف المحلية وحمايتها.
ودعت الاتفاقية إلى ضرورة تطوير الإرشاد الإلكتروني عبر إحداث منصات إلكترونية، لنقل ونشر نتائج البحوث العلمية إلى المزارعين، وتبادل الخبرات ونقل التجارب الناجحة في تطوير منظومة الإرشاد الزراعي، وتنفيذ بحوث إرشادية تنموية تطبيقية، ووضع برامج تنموية لتعزيز دور المرأة الريفية.
وقع الاتفاقية في مقر وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري من الجانب التونسي الوزير الدكتور محمد الياس حمزة ومن جانب أكساد المدير العام للمنظمة الدكتور نصر الدين العبيد ضمن الزيارة العملية التي يقوم بها إلى تونس حالياً.
وفي السياق نفسه، وقع مدير عام “أكساد” ومدير عام ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى في تونس السيد عزالدين شلغاف اتفاقية تعاون بهدف تخصيص محطة بحثية تنموية مشتركة في ضيعة “صواف” والتابعة لديوان تربية الماشية وتوفير المرعى في الجمهورية التونسية للتعاون مع منظمة أكساد في البرامج البحثية العلمية والتنموية الزراعية، وبرامج البحوث التطبيقية لمعالجة المشاكل التي تواجه تنفيذ البرامج الزراعية المخططة وتحقيق زيادة الإنتاجية والكفاءة والاستدامة.
وتنص الاتفاقية على أهمية توحيد الجهود المشتركة والاستفادة من الإمكانات العلمية والفنية والتقنية والتنموية والمادية المتاحة، وتشريك كافة الجهات المعنية والتنسيق معها.
وأكدت الاتفاقية على ضرورة تطبيق برامج التنمية الزراعية المستدامة وبرامج الزراعة الذكية والإدارة المتكاملة والمستدامة للموارد والأصول الإنتاجية النباتية والحيوانية للوصول إلى تحقيق أعلى كفاءة ومردودية في استثمارها.
ومن محاور التعاون في الاتفاقية الثروة الحيوانية والثروة النباتية وتنمية وتطوير وزيادة الإنتاج وتحسينه وإدارة الموارد الطبيعية.
*جولة عمل ميدانية..
في إطار الزيارة الحالية لمنظمة “أكساد” للجمهورية التونسية، وتنفيذاً للاتفاقيات التي تم توقيعها مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، ومع ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى، نفذ الدكتور العبيد جولة عمل ميدانية إلى مجمع التنمية “سيدي عمر” بولاية أريانة التونسية برفقة السيد عز الدين شلغاف المدير العام لديوان الماشية وتوفير المرعى، اطلع خلالها على أعمال المجمع والمتمثلة باستثمار الأراضي
القاحلة والمتدهورة وتحويلها إلى منطقة بيئية حيوية صالحة للإنتاج والزراعة من خلال الشراكة مع المجتمع المحلي، وخاصة أنواع الزهور المزروعة المتنوعة والغراسات الغابية وتثمين منتجاتها بالإضافة إلى التجارب التي يتم تنفيذها لتنقية مياه الصرف الصحي واستعمالها في ري كل زراعات الحديقة وتربية الأسماك، والمحافظة على البيئة بشقيها الحيواني والنباتي.
واستمع إلى شرح مفصل من الدكتور الطيب بن ميلاد رئيس الجمعية عن مختلف مكونات مشروع الحديقة البيئية الذي ينجزه المجمع، وكل التحديات والمراحل التي مّر بها، مشيداً بالإنجازات المتحققة ومعرباً عن استعداد منظمة أكساد للتعاون وتبادل الخبرات في المجالات المذكورة.
وتعزيزاً للتعاون المشترك وتنفيذاً للاتفاقية التي تم توقيعها مع ديوان الماشية وتوفير المرعى، زار الدكتور نصر الدير العبيد المدير العام لأكساد المنطقة الزراعية “ضيعة صواف” بولاية زغوان، والمخصصة لاستثمار الأراضي القاحلة وتنمية وتطوير الثروة الحيوانية من الأغنام والماعز، والتي تم اعتمادها كمحطة علمية وبحثية مشتركة بين منظمة أكساد ووزارة الفلاحة التونسية، واستمع إلى شرحٍ مفصل عن الأعمال الزراعية والفنية التي تتم في المنطقة، واطلع على المساحات المزروعة بالشعير والزيتون، والصبار الأملس، والشجيرات العلفية من أكاسيا وخروب والقطف والشوكيات، والمعدات والتجهيزات لصنع الأعلاف المركزة والقوالب العلفية من المخلفات الزراعية، ومن بينها الآلة التي صممها وصنعها خبراء منظمة أكساد وتم إهداؤها لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري.
وضمن إطار التعاون المستمر مع إدارة تحسين السلالات “بسيدي ثابت” التابعة لديوان تربية الماشية وتوفير المرعى، اطلع مدير عام أكساد من السيد محسن الشامي مدير الإدارة على البرامج العلمية لتحسين سلالات الأغنام والماعز والأبقار، ومنهجية ترقيم الحيوانات وتسجيل البيانات في قاعدة المعلومات الوطنية، وإصدار التقارير لفائدة مربي الحيوانات ضمن إطار الخطة الوطنية في الجمهورية التونسية، والذي يمكن الاستفادة منه كنموذج يطبق في الدول العربية، إضافة إلى بحث برنامج التعاون مع منظمة أكساد لإحداث مركزي التلقيح الاصطناعي بسيدي ثابت والقرين بالقيروان.
و زار د.العبيد المؤسسة الوطنية لتربية الخيول “بسيدي ثابت” واستمع من الدكتور عبد الحق بن يونس مدير عام المؤسسة إلى عرضٍ موجز حول تاريخ المؤسسة ومختلف أنشطتها وبرامجها الداخلية والخارجية في مجال تربية الخيول العربية والبربرية والانكليزية، وتمثيلياتها على مستوى الجهات والشراكة على المستوى المحلي والخارجي، والخدمات التي تقدمها المؤسسة إلى مربي الخيل في مجالات الرعاية والتنظيم والتلقيح الاصطناعي للخيول بالبذور الحيوانية المجمدة.
وأثنى على الجهود التي تبذلها وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري في مجال تنمية وتطوير القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني في الجمهورية التونسية، مؤكداً استعداد منظمة أكساد للتعاون والشراكة في مختلف المجالات والاستفادة من الخبرات التونسية لتحقيق الأهداف المشتركة في تنمية زراعية عربية مستدامة.