الملحق الثقافي- علم عبد اللطيف:
في رأي الألسنيين..أن اللغة هي الفكر..وحقيقة لا يمكننا الفصل بين اللغة والفكر..إلا إذا اعتبرنا أن ماليس لغة بذاته هو فكر..المسكوت عنه لغة حتى في عرف المدارس اللسانية..وهناك اللغة السيميائية..التي تولي نبرة الصوت.. دلالة مختلفة للكلمة الواحدة.
في عموم الأحوال..تتصل اللغة بالفكر وجوداً وعدماً..فلا فكر لمن لا لغة له..مع مراعاة مستويات اللغات عند الكائنات.
الإنسان طور لغته بتطوير فكره..وهي عملية تاريخية..البيئة والمناخ لهما دور مهم في وظيفة اللغة كما بين عابد الجابري..واذن..أي اختلاف أو تغيير في هاتين..سينتج تغيراً لغوياً وفكرياً..
الآن..يبدو العالم كأنه يتكلم لغة واحدة..مع اختلاف المفردات.. وأصبحت اللغة ذات طابع وظيفي..لم تعد لغة لذاتها بذاتها..وتنوعت وظائف اللغة بتنوع النشاط الإنساني..للعلوم لغتها وللصحافة وللتكنولوجيا..وللقانون..
في التكنولوجيا تم ابتداع اختزالات..منها مايتصل بالأرقام..ومنها الاكتفاء بالأحرف الأولى للجملة..ومنها ابتداع إشارات أو أشكال لها رمزيتها اللغوية..ومنها اختصاص كل فرع معلوماتي بكلمات حصرية تنتمي له..ولا يمكن استخدامها في عموم اللغة..كما قي لغة القانون..(الطعن بالحكم).و(السكوت الملابس)..
السؤال الذي يراود متتبع اللغة في هذا الزمن..إلام سيصير عليه وضع اللغة..اللغات..خصوصاً أن الأدبية التي طالما اغترفت من اللغة..وأغنت اللغة..تبدو كما لو أنها تواجه استبعاداً مقصوداً..فنحن نشهد ظاهرة الأدب الوجيز..و ق ق ج..وشعر الومضة..
والمسألة ليست مؤامرة علينا..كل العالم يبدو أنه يتجه بهذا الاتجاه..
السؤال ايضا يمتد التفكير بالنهايات..نهايات الاشياء..بما فيها اللغة..او تحولها.والنهايات تحيل الى بدايات بالقطع..هنا يصبح التفكير باللغة..حاملة الارث الثقافي في بنيتها..مهما لجهة تحول الفكر ذاته..ويبدو ان التحول فعلا هو من قضايا التاريخ الذي يكتب ذاته بطريقته دون ان ندري..او نعحب او نستنكر..هي تفاعل خفي. وعمليات مستمرة تتصل بكونية الموجودات.
هل سنفيق ذات صباح..ونحن لا نتقن لغة اقتحمت ادمغتنا..ولا نستطيع الاحتجاج لدى من لا يفهم احتجاجنا.او لا يعنيه.
العدد 1106 – 9- 8-2022