الثورة- هراير جوانيان:
واصل الفرنسي جول كوندي كتابة فصول تألقه مع برشلونة، بعدما قاد الفريق الكاتالوني لحصد لقب كأس إسبانيا، إثر تسجيله هدف الانتصار الثالث في الشوط الإضافي الثاني من المباراة، التي انتهت بفوز البلوغرانا على ريال مدريد بنتيجة (3-2) ورغم تأخر برشلونة بهدفين، سجلهما الفرنسيان كيليان مبابي وأوريلين تشواميني لصالح النادي الملكي، بعد أن كان متقدماً بهدف أحرزه لاعبه المتألق بيدري، فإن فيران توريس أعاد البارسا إلى أجواء اللقاء بهدف التعادل، قبل أن يظهر كوندي في الدقيقة (116) بهدف تاريخي، منح به فريقه الكأس الأغلى.
وجاء هذا التتويج ليعزز موسم برشلونة الاستثنائي، تحت قيادة المدرب الألماني، هانزي فليك الذي يضع ثقة كبيرة في كوندي، اللاعب المتعدد الاستخدامات.
وبهذا الإنجاز، أضاف برشلونة اللقب رقم (32) إلى خزائنه في كأس الملك، وهو اللقب الثاني هذا الموسم على حساب ريال مدريد، بعدما فاز عليه أيضاً في نهائي كأس السوبر الإسباني، خلال كانون الثاني الماضي، كما عزز فوزه حلم الثلاثية التاريخية، إذ يتصدر ترتيب الليغا، وبلغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
يُذكر أن مواجهة الأمس، كانت ثاني مرة يلعب فيها برشلونة وريال مدريد أشواطاً إضافية في نهائي بطولة، بعد مواجهتهما الشهيرة في نهائي كأس الملك (2011).
في المقابل فشل ريال مدريد في تعويضه خسائره الأخيرة، أمام غريمه التاريخي برشلونة، بعد أن خسر أمامه نهائي الكأس ليقترب النادي الملكي من إنهاء موسمه خالياً من التتويجات، رغم بدايته المثالية، إذ إنه توّج بالسوبر الأوروبي، وبعدها كأس القارات للأندية في قطر، ولكن في عام (2025) خسر الفريق لقب السوبر الإسباني، ثم خرج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وأمس كأس إسبانيا، ويوجد على بُعد أربع نقاط من برشلونة، متصدر الليغا.
وقدّم ريال مدريد مستوى جيداً في الشوط الثاني من اللقاء، ولكنّه في أول (45) دقيقة لم يكن جاهزاً للصمود أمام النادي الكاتالوني، بعدما غاب التركيز عن لاعبي ريال مدريد، وسط انشغالهم بمناقشة الحكم في كل قرار يتخذه، وكان واضحاً تأثير الصراع بين إدارة ريال مدريد والاتحاد الإسباني بشأن أداء الحكام هذا الموسم، على تركيز اللاعبين، الذين ارتكبوا الكثير من الأخطاء في بداية المواجهة، وتميّز لعبهم بالاندفاع البدني المبالغ فيه، والأحداث التي وقعت قبل ساعات من النهائي، نالت حتماً من استعداد لاعبي الميرينغي، عكس لاعبي برشلونة، الذين كانوا أفضل ذهنياً طوال المباراة، ورغم مرور الفريق بفترة فراغ في الشوط الثاني، فإنه نجح في العودة من بعيد في مناسبتين، عندما كان ريال مدريد مسيطراً، ومستحوذاً على الكرة بنسب عالية، قياساً بمنافسه، واستغل أخطاء النادي الملكي دفاعياً، خاصة في لقطة الهدف الثاني، عندما لم يُحسن حارسه البلجيكي، تيبو كورتوا الخروج، كما أن مدرب النادي الملكي، الإيطالي كارلو أنشيلوتي لم يكن موفقاً في الاهتمام بالجانب الدفاعي لفريقه، الذي تابع قبول الأهداف في المباريات القوية، ولم يكن الإيطالي قادراً على الحدّ من فاعلية هجوم منافسه، رغم غياب الهدّاف الأول للنادي الكاتالوني، البولندي روبرت ليفاندوفسكي، وقد تكون الإصابات عمّقت أزمة ريال مدريد في النهائي، ولكن المدرب الإيطالي لم يكن موفقاً، خاصة عندما عوّض المدافع أنطونيو روديغر بالمهاجم إندريك، ما فرض تعديل تمركز أكثر من لاعب، وأربك توازن الفريق دفاعياً، فقد تحسّن الريال هجومياً بدخول الفرنسي كيليان مبابي ولكنه لم يكن ناجحاً دفاعياً.