الثورة – ناصر منذر
وسط أجواء، وصفتها طهران “بالجادة”، انتهت في مسقط اليوم، جولة المفاوضات الثالثة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي جرت بشكل غير مباشر، بشأن البرنامج النووي، وتم الاتفاق على إجراء جولة رابعة، السبت المقبل لمواصلة النقاش حول عدد من القضايا المتصلة، سعيا للوصول إلى اتفاق مستدام بين الطرفين.
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية، نقلا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، بأن المفاوضات غير المباشرة جرت في أجواء جادة.
تخفيف العقوبات وبناء الثقة
وقبيل انتهاء جولة المفاوضات، قال المتحدث الإيراني في منشور عبر منصة “إكس”:إن الجانبين تبادلا وجهات النظر في مجالي تخفيف العقوبات بشكل فعال، وبناء الثقة فيما يتعلق بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني”. كذلك تطرقا إلى “حماية حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية”، وفق تعبيره.
من جانبه أفاد التلفزيون الإيراني، بأن المباحثات الفنية وصلت إلى مرحلة مناقشة التوقعات والمطالب، مشيرا إلى أن الوفدين الفنيين الإيراني والأميركي سيعودان إلى طهران وواشنطن للتشاور.
سعي مشترك للتوصل إلى اتفاق
بدوره قال وزیر خارجیة سلطنة عمان بدر الدين البوسعيدي، إن مفاوضات اليوم بين إيران وأمريكا حددت سعياً مشتركاً نحو التوصل إلى اتفاق قائم على الاحترام المتبادل والالتزامات المستدامة.
ونقلت وكالة تسنيم عن الوزير العماني قوله في تصريح أن المبادئ الأساسية والأهداف والهواجس الفنية كلها خضعت للنقاش والمراجعة. وأضاف أن المفاوضات ستتواصل الأسبوع المقبل من خلال اجتماع رفيع المستوى آخر، تم التخطيط له مبدئياً ليعقد في الثالث من أيار/ مايو (السبت المقبل).
وكانت المباحثات انطلقت في مسقط بوقت سابق اليوم على صعيدين فني ودبلوماسي. إذ ترأس وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وفد بلاده، فيما قاد الوفد الأميركي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وذكرت وكالة رويترز، أنه وفقا لمسؤولين إيرانيين، فإن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود على عملها النووي مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامج التخصيب أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين “الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساومة عليها” في المحادثات.
وهذا الأسبوع، أعرب عراقجي عن “تفاؤل حذر” قائلا “إذا كان مطلب الولايات المتحدة الوحيد هو عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، فإن هذا المطلب قابل للتحقيق، إذا كانت لديهم مطالب أخرى، أو مطالب غير عملية أو غير منطقية، فسنواجه مشاكل بطبيعة الحال”.
البرنامج الصاروخي عقبة
وكان مسؤول إيراني مطلع على المحادثات النووية، قد أكد أن إيران ترى أن برنامجها الصاروخي هو العقبة الأكبر في المناقشات وليس تخصيب اليورانيوم.
وأضاف المسؤول الإيراني، وفق رويترز”، أن المفاوضين الإيرانيين غادروا روما الأسبوع الماضي وهم على قناعة بأن الولايات المتحدة قبلت موقف طهران بأنها لن تنهي برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالكامل أو تتنازل عن كل اليورانيوم الذي خصبته بالفعل، لكنه أشار إلى أن برنامجها الصاروخي لا يزال يشكل نقطة خلاف رئيسية.
فرصة ممتازة
وبالتزامن مع انطلاق جولة المحادثات في مسقط، أكد البرلمان الإيراني أنها فرصة ممتازة للبلاد رغم تعقيدها.
وأوضح البرلمان أن أي اتفاق مع أميركا يجب أن يعالج بشكل كامل المصالح النووية والاقتصادية والاجتماعية مع رفع العقوبات. كما رأى أنه “يجب أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق مستدام ومتوازن وطويل الأمد”. إلا أنه أكد أن المباحثات مع الأميركيين ليست سهلة ومعقدة، لكنها رغم ذلك فرصة جيدة، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
وكان البلدان عقدا جولتين سابقتين خلال الأسبوعين الماضيين في مسقط وروما، وصفتا بالبناءتين والإيجابيتين.
واتفق الجانبان خلال محادثاتهما في روما قبل أيام على البدء في وضع إطار لحل الخلاف القائم منذ فترة طويلة بشأن برنامج طهران النووي، مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف إيران ما لم يتم التوصل إلى اتفاق.

التالي