الثورة – غصون سليمان – مريم ابراهيم:
سورية قبلة الشرق وضمير العرب، عنوان الحب والسلام المؤتمنة على مبادىء الشرف والكرامة، سورية التي احتضنت ومازالت قرة عين العرب بمختلف مسمياتهم في حزنهم ومآسيهم، بلسمت جراحهم وحفظت حقوقهم ومقدراتهم، فتحت قلبها وذراعيها كأم رؤوم رغم عقوق الكثيرين من أبناء جلدتها داخل الوطن وخارجه.
من دمشق الصمود والحضارة انطلقت اليوم برائحة عطر الياسمين فعاليات الاجتماع السنوي للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب واجتماع الأمناء العاملين للاتحادات المهنية العربية في مجمع صحارى.
*تطوير تشريعات العمل
وبهذه المناسبة أوضح وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين أن الوفود المشاركة في هذا المجلس المركزي من مختلف الدول العربية تشاهد بأم أعينها الواقع في سورية وما خلفته يد الإرهاب والعقوبات الاقتصادية الجائرة من آثار سلبية على عموم الشعب السوري والطبقة العاملة بوجه الخصوص.
ونوه وزير العمل إلى جملة التحديات والصعوبات والعقوبات.
وأوضح الوزير سيف الدين أن الحكومة السورية لم تدخر جهدا لتوطيد حقوق العمال وتحقيق المزيد من المكتسبات لهذه الطبقة التي تعتبر جزءا من صمود ونصر سورية، حيث يتم العمل لتطوير البيئة التشريعية الناظمة لسوق العمل بالتعاون مع ممثلي العمال وأصحاب العمل ضمن إطار مجلس الحوار الاجتماعي ثلاثي الأطراف، وعلى رأس هذه التشريعات قانون التأمينات الاجتماعية رقم ٩٣ للعام ١٩٥٨ الذي شهد العديد من التعديلات منذ صدوره بما يتوافق ومستجدات العمل بمجال الضمان الاجتماعي ويتم حاليا العمل لتلافي ملاحظات الوزارات الشريكة لأخذ ما يمكن منها بما يفيد العمل وإعادة رفعه لعرضه على لجنة التنمية البشرية ورئاسة مجلس الوزراء لإنجاز الصك التشريعي المتضمن تعديل القانون لمزيد من شمولية مظلة التأمينات، وتم التوصل إلى اتفاق لتفعيل صندوق البطالة كأحد صناديق الضمان الاجتماعي، إضافة للعمل لتطوير قانون العمل رقم ١٧ للعام ٢٠١٠ لتحقيق مزيد من توافق القانون مع اتفاقيات العمل العربية والدول المصادقة عليها من سورية والأخذ بعين الاعتبار تلافي ملاحظات لجنة الخبراء القانونيين في منظمة العمل الدولية حول القانون النافذ.
ونوه الوزير سيف الدين إلى صدور شروط ترخيص وعمل المكاتب الخاصة لتشغيل العمال السوريين ومن في حكمهم إضافة لصدور قرار تضمن التعليمات التنفيذية لأحكام القانون رقم ١٠ لعام ٢٠١٤ المتعلق بتشغيل العمال المنزليين السوريين بما يوفر إطارا قانونيا ناظما بهذا المجال، وتمت زيادة عدد مفتشي العمل وإحداث أربعة مكاتب عمل ضمن المدن الصناعية في عدرا ويبرود وحسيا والشيخ نجار لتسهيل إجراءات تطبيق أحكام قانون العمل والتأمينات الاجتماعية ضمن المنشآت الخاصة بهذه المدن، وهناك قانون تنظيم العلاقات الزراعية حيث إن تطوير التشريعات لاسيما العمالية منها هو أولوية للوزارة .
ولفت الوزير الى ان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب من أهم المنظمات العمالية العربية والذي يشكل الإطار الذي يعبر عن وحدة مصير وكفاح الطبقة العاملة العربية ويمثل مايزيد عن مائة مليون عامل عربي ويحدد دستوره ٣٢ هدفا للحركة النقابية العربية ومنها الدفاع عن حقوق ومصالح العمال العرب وحركتهم النقابية والسعي لتطوير مستواها وتفعيل مشاركتها في البناء وتوطيد اواصر الأخوة بين عمال الوطن العربي في إطار الاتحاد.
*تحقيق مصلحة العمال العرب
جمال القادري الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رئيس اتحاد عمال سورية بين أهمية انعقاد المجلس الذي يعقد والعالم بأسره شعوباً ودولاً يواجه جملة من التحديات الضخمة تستوجب التعامل معها بحكمة وصلابة للخروج منها بأقل الأضرار على عمالنا ومجتمعاتنا وشعوبنا العربية، فمن تحديات التنمية لتحديات جائحة كورونا إلى تفشي الإرهاب وتوظيفه لتحقيق اجندات سياسية إلى التدخلات الامبريالية في شؤون دول ذات سيادة إلى تحديات اقتصادية كبيرة وتفعيل البطالة والفقر، وهذا الواقع تأثرت به معظم الدول العربية شعوباً وعمالا.
وأشار القادري إلى أن اجتماع المجلس لمناقشة الواقع النقابي العربي والتحديات والمعوقات التي تعترض العمال لمحاولة اقتراح الحلول وتقديم المقترحات التي من شأنها النهوض بالواقع التقابي والعمالي في خضم المتغيرات التي تعصف بالمنطقة والعالم مستلهمين شعار الاتحاد الدولي قوتنا في وحدتنا وهو الشعار الذي نبني عليه مشروع النهوض بالأنظمة النقابية.
وأضاف القادري أن ما مرت به سورية وما واجهته من ارهاب وحصار والانتصار الذي تحقق بحكمة قائدها السيد الرئيس بشار الأسد وبسالة جيشها وصمود شعبها والسعي الحثيث اليوم على كل المستويات لإعادة الإعمار ومسح آثار هذه الحرب يثبت ان لا مستحيل متى توفرت الإرادة والتصميم ويشكل درسا في انتصار إرادة الشعوب مهما بلغت التحديات المقابلة وحجم
الاستهداف والقوى المتدخلة فيه، وندعو من هذا المجلس كل القوى الحية في العالم لإدانة ومحاربة الإرهاب وداعميه بما في ذلك الإرهاب الاقتصادي الممثل بالحوار والعقوبات التي تفرضها دول بعينها لتحقيق أجنداتها السياسية ومصالحها ، مع إدانة الممارسات العنصرية لسلطات الاحتلال الصهيوني بحق العمال العرب في فلسطين والجولان وكل الأراضي العربية المحتلة ، والهجوم البربري على غزة والاعتداءات المستمرة لسلطات الاحتلال واستهدافها للأراضي السورية ، وندعو إلى مقاربة التحديات التي تواجه العمال العرب. وشدد على أهمية تعزيز حضور المنظمات النقابية العربية في اوساط جماهيرها ومحاكاة قضاياهم وتحقيق تطلعاتهم مع التأكيد على ضرورة الانفتاح على التكتلات النقابية الإقليمية والدولية لخلق تفاهم مشترك حول كافة القضايا المحقة، وأهمية التعاون البناء بين الشركاء أطراف عملية الإنتاج العرب لرسم سياسات تنموية تحقق طموحات العمال العرب وتحسن واقعهم واوضاعهم والتعاون مع كل الاتحادات الصديقة والمراكز النقابية لدعم القضايا العربية وقضايا العمال العرب .
*رفع الحصار الجائر عن الشعب السوري
ممثل منظمة العمل العربية الدكتورة رانيا رشدية نوهت إلى دور اتحادات العمال العربية والتي تعتبر الدعامة الأساسية لآليات عمل المنظمة في الحفاظ على حقوقهم حيث هم الهدف والجوهر للعمل والتطوير ، لافتة إلى التحضيرات التي تقوم بها المنظمة لمؤتمر العمل العربي قريبا ويضم أرباب العمل والعمال والحكومات .
وبينت الدكتورة رشيدية أن وجودنا في سورية هو دعم لنضال عمالها على مدى عشر سنوات من الصمود والتحدي داعية المجتمع الدولي الى رفع الإجراءات القسرية والحصار الجائر عن الشعب السوري المتضرر الأكبر من سياسات الدول العدوانية بحق شعوبنا .
*وحدة الصف العربي
رئيس المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يعقوب يوسف حسين اوضح في كلمته أن اجتماع المجلس اليوم في دمشق يؤكد أهمية وجودنا وشعبنا المشترك للحفاظ على وحدة الحركة النقابية العربية ووحدة الهدف والتوجه،وتدعيم عمل منظماتنا القطرية لمواجهة التطورات والمتغيرات المتسارعة في عالم اليوم حيث تتأثر بها منطقتنا العربية على كافة الصعد.
ودعا رئيس المجلس إلى تحصين قدرة منظماتنا على التعامل مع تلك المتغيرات من بوابة مصالح العمال العرب وضمان حقوقهم،بما يسهم في تحقيق وحدة الصف العربي لمواجهة التحديات والتخفيف من آثارها السلبية .
ووجه رئيس المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب التحية الى سورية قيادة وحكومة وشعبا ،مؤكدا تضامن العمال العرب المطلق مع عمال وشعب سورية في مواجهة الإرهاب والتدخلات الإمبريالية وسياسات الحصار والتجويع التي تفرضها دول بعينها لتحقيق أجندات سياسية، مكبرا تضحيات الشعب السوري وصموده بكل فئاته في وجه الارهاب الذي طالهم ،لكن اصرارهم على التحدي والصمود وإعادة الإعمار كان الأقوى.
بعد ذلك بدأت جلسات العمل بمناقشة واقع الاتحادات المهنية العربية وكل ما يتعلق بعرف عملها إيجابا وسلبا.