الثورة- ترجمة رشا شفيق غانم
توصلت دراسة جديدة إلى أنّ قارات الأرض تشكلت عندما تعرض كوكبنا للقصف بالنيازك العملاقة منذ حوالي 3.5 مليارات سنة.
حيث قام باحثون من جامعة كيرتن في بيرث بأستراليا، بتحليل بلورات معدن الزركون من بيلبارا كراتون للتحقيق في أصوله.
الكراتون هي قطعة من قشرة الكوكب بقيت سليمة لمليارات السنين، في حين انقطعت قطع أخرى وتحركت لتشكل القارات.
وكشف تكوين الزركون عن معلومات حول كيفية تشكيل بيلبارا كراتون.
يقترح الباحثون أن الصخور ذابت لأول مرة بالقرب من سطح الأرض قبل أن تتقدم بشكل أعمق، بما يتفق مع الآثار الجيولوجية لتأثيرات النيازك.
ومن جهته، شرح د. تيم جونسون من مدرسة كيرتن لعلوم الأرض والكواكب: “يقدم بحثنا أول دليل قوي على أن العمليات التي شكلت القارات في نهاية المطاف بدأت بتأثيرات نيزكية عملاقة، مماثلة لتلك المسؤولة عن انقراض الديناصورات، ولكن حدثت قبل مليارات السنين.. وعلى مدار تاريخ الأرض الذي يبلغ 4.5 مليارات سنة، تكسرت كتل الأرض، وانجرفت عن بعضها ودُفعت مرة أخرى معاً”.
هذا هو نتيجة الحرارة الناجمة عن العمليات الإشعاعية داخل الكوكب مما تسبب في تحرك هذه الصفائح.
ومع ذلك، ظلت الأجزاء الكبيرة والقوية بشكل خاص من القشرة مستقرة طوال الوقت على الرغم من هذه العمليات، والتي تُعرف باسم كراتون.
كما قدمت دراسة جديدة عن بيلبارا كارتون، دليلاً على كيفية تشكل الهيكل ولماذا هو قوي جداً.
حيث حلل الجيولوجيون بلورات الزركون داخل الصخور النارية من كراتون، والتي تم تأريخها على أنها تشكلت منذ ما بين 3.6 و 2.9 مليار سنة.
ووضح د. جونسون: “كشفت دراسة تكوين نظائر الأوكسجين في بلورات الزركون هذه عن عملية “من أعلى إلى أسفل” تبدأ من ذوبان الصخور بالقرب من السطح وتتقدم بشكل أعمق، بما يتوافق مع التأثير الجيولوجي لتأثيرات النيازك العملاقة”.
وتشير الأنواع الثلاثة لنظائر الأوكسجين الأشكال المختلفة للعنصر الموجودة داخل الزركون إلى أن كراتون تشكلت على ثلاث مراحل.
كانت المرحلة الأولى عبارة عن اصطدام عملاق منذ حوالي 3.6 مليارات سنة أدى إلى تدمير جزء من قشرة الكوكب، وخفض الضغط على الوشاح السفلي نتيجة لذلك. ثمّ بدأ هذا الوشاح بالذوبان عبر القشرة لتشكيل ما يعرف باسم “الهضبة المحيطية”.
هذا وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة عند قاعدة الهضبة إلى تكوين الجرانيت الذي يكون مستقراً وذا كثافة منخفضة؛ المرحلة الثانية.
وفي المرحلة النهائية يتحرك الجرانيت مع الرواسب ويضيف قوة إلى الكراتون المتكون.
يرجع تاريخ أقدم الصخور إلى ما بين 3.9 و 3.5 مليارات سنة، والتي تزامنت مع الاصطدام الثقيل المتأخر.
حدث ذلك عندما اصطدم عدد كبير من الكويكبات الصغيرة، التي يصل عرضها إلى 40 كم، بالكواكب حديثة التكوين في النظام الشمسي الداخلي.
ويرى الباحثون أن هذا هو أقوى دليل حتى الآن على النظرية التي استمرت لعقود من الزمن، والتي تقول إن قارات الأرض تشكلت نتيجة اصطدام نيزك عملاق.. إنه يقوض نظرية منافسة مفادها أن الكراتون تشكلت نتيجة للنشاط البركاني القديم.
وأكدّ د. جونسون بأنّ فهم تكوين القارات وتطورها المستمر أمر بالغ الأهمية، لأن البشرية تعتمد عليها بشدة. حيث تستضيف غالبية الكتلة الحيوية للأرض، وجميع البشر ورواسب معدنية مهمة.
وأضاف: “تستضيف القارات معادن مهمة مثل الليثيوم والقصدير والنيكل، وهي سلع ضرورية للتكنولوجيات الخضراء الناشئة اللازمة للوفاء بالتزامنا بالتخفيف من تغير المناخ، هذه الرواسب المعدنية هي النتيجة النهائية لعملية تعرف باسم تمايز القشرة الأرضية، والتي بدأت بتشكيل الكتل الأرضية المبكرة، والتي تعد بيلبارا كراتون واحدة منها فقط”.
في المستقبل، يود الفريق معرفة ما إذا كانت نتائج هذه الدراسة الخاصة بـ بيلبارا كارتون قابلة للتطبيق على مناطق أخرى من القشرة القارية القديمة.
المصدر: ديلي ميل البريطانية
التالي