الثورة – براء الأحمد:
اختتمت في مقر منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أعمال الورشة حول “واقع الإبل وآفاق تطويرها في الدول العربية” والتي دامت يومين بمشاركة أكثر من 57 باحثاً وخبيراً من 16 دولة عربية، وحاضر فيها مجموعة من خبراء من المركز العربي “أكساد”، بالإضافة إلى الأوراق العلمية التي تم تقديمها من ممثلي وزارات الزراعة والثروة الحيوانية في الدول العربية، والتي بلغ عددها 13 ورقة علمية.
و أكد الدكتور نصر الدين العبيد المدير العام لمنظمة “أكساد” أهمية هذه الورشة عبر المحاضرات وأوراق العمل المقدمة من خبراء أكساد وفرق الدول العربية وخاصة النقاشات الثرية، حيث تم تقديم المعلومات العلمية والتقنية لتكون دافعاً لتطوير وتحسين قطاع الإبل الذي لم يلق الرعاية والعناية الكافية مقارنةً مع الحيوانات الزراعية الأخرى التي حققت أرقاماً كبيرة في إنتاج الحليب واللحم والتي تستجيب إلى أهداف الورشة المتمثلة في توصيف الوضع الحالي عبر التركيز على المعوقات والصعوبات التي يعاني منها القطاع.
وأوضح الدكتور العبيد أن البحوث والدراسات التي أجريت ضمن برنامج بحوث وتطوير الإبل في الدول العربية من قبل أكساد أظهرت نتائج هامة لابد من نقلها إلى مربي الإبل لتحسين مستوى إنتاجهم ودخلهم، وأفضل طريقة هي تدريب الكوادر العاملة في هذا المجال ليكون همزة الوصل بين الباحثين والمربين.
وقال إن هذه الورشة تأتي للاطلاع على واقع تربية الإبل في الدول العربية، وعلى أهم المعوقات التي تعترض هذا القطاع الهام من الثروة الحيوانية، وتقديم المقترحات التي تساهم في تحسين هذا القطاع.
كما أكد أن من أهم الأهداف في إطار الشراكة بين أكساد والوزارات المعنية في الدول العربية هو وضع استراتيجيات وخطط لتطوير القطاع عبر برامج ومشاريع بحثية تنموية وتبادل الخبرات ودورات تدريبية لرفع القدرات في مختلف مجالات قطاع الإبل حيوان الماضي والحاضر والمستقبل لمواجهة التغيرات المناخية وتحسين حياة السكان في المناطق الجافة والأراضي القاحلة، ودعا مختلف الجهات المعنية لتضافر كل الجهود لتمويل وتطوير قطاع الإبل في إطار منظومات إنتاج لضمان الاستدامة.
وركزت التوصيات على تبني المركز العربي إنشاء قاعدة بيانات دقيقة للإبل لحصر أعدادها في الوطن العربي، وتشجيع التحول التدريجي لتكثيف تربية الإبل ضمن مجمعات رعوية خاصة بها في مناطق انتشارها لتنظيم الرعي وتسهيل تقديم الخدمات لها وتصريف منتجاتها.
إضافة إلى تأهيل المراعي الطبيعية المتدهورة في الدول العربية واستزراع النباتات المتحملة للجفاف والملوحة، وتأمين مياه الشرب للإبل بصورة دائمة.
وتطبيق التقانات الحديثة في تربية ورعاية الإبل (التلقيح الاصطناعي ونقل الأجنة، الحلابة الآلية، والتنشئة الاصطناعية لمواليد الإبل).
ورفع قدرات الكوادر الفنية والمربين وخاصة الشباب ودعمهم للعمل في قطاع الإبل في مختلف مجالات تربية ورعاية وتغذية وصحة الإبل وتصنيع منتجاتها.
وإنشاء شبكات أو جمعيات للمربين من أجل تسهيل نقل الخدمات وتسويق منتجاتهم و تبادل المادة الوراثية فيما بينهم.
وإقامة موقع الكتروني عربي تحت إشراف المركز العربي أكساد لتقديم كافة المنشورات والأبحاث الخاصة بالإبل. والاهتمام برصد ومعالجة الأمراض التي تصيب الإبل ومواليدها، وتصنيع اللقاحات اللازمة لها. تشجيع إقامة معارض ومهرجانات دورية ودولية خاصة بالإبل (مزاين الإبل، سباقات الهجن).
هذا وقد عبر رؤساء الفرق العربية المشاركة عن استفادتهم الكبيرة وشكرهم العميق لمنظمة أكساد إدارة وباحثين لما يبذلونه من جهود استثنائية لصالح تطوير الزراعة والتنمية المستدامة في الدول العربية.
والجدير بالذكر أن الدول العربية المشاركة في هذه الورشة هي (سلطنة عمان، الإمارات العربية، فلسطين، تونس، السودان، البحرين، سورية، الصومال، مصر، الجزائر العراق، لبنان، الكويت، السعودية، اليمن، ليبيا)، وعدد من المنظمات العربية والدولية ومراكز البحوث.