الثورة – ريم صالح:
عندما تعلن الولايات المتحدة عن صفقة أسلحة جديدة قيمتها 1,1 مليار دولار لتايوان، والتي هي تاريخياً، وجغرافياً، وواقعياً، وقانونياً، جزء لا يتجزأ من الصين، فإن هذا لا يمكن فهمه، أو تفسيره إلا في إطار التصعيد العدواني الأمريكي تجاه بكين، والجنوح للعسكرة، وإشعال فتيل المشهد في المنطقة أكثر من ذي قبل، وجرها إلى ما لا تحمد عقباه.
الصفقة الأمريكية مع تايبيه والتي تشمل 60 صاروخاً من طراز هاربون قادرة على إغراق سفن حربية بقيمة (355 مليون دولار)، و100 صاروخ قصير المدى من طراز سايد ويندر بقيمة (85,6 مليون دولار) قادر على اعتراض صواريخ أو طائرات بدون طيار، وعقد صيانة لنظام الرادارت التايواني بقيمة 665 مليوناً، بحسب ما أوضحت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها، لم تكن من فراغ، أو بدون أهداف، وأجندات أمريكية محددة، وإنما هي تأتي تجسيداً لسيناريوهات سوداوية، تخريبية في المنطقة تستهدف الأمن والاستقرار الصيني، ووحدة، وسلامة، وسيادة الأراضي الصينية.
وهنا لنا أن نستذكر ما قالته الخارجية الأمريكية حيال تصرفها العدائي الأخير تجاه بكين، بتسليحها تايبيه عامدة متعمدة، بأن هذه المبيعات تخدم المصالح الاقتصادية، ومصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، ويبقى السؤال هنا: كيف يخدم تسليح تايوان وإمدادها بوابل من الأسلحة والترسانة العسكرية المتطورة مصالح الأمن القومي الأمريكي؟!، وكيف يستقيم السلام الأمريكي المزعوم بزعزعة الاستقرار الصيني، وبث البلبلة في الدول الأخرى، والاستثمار بالإرهاب، والعسكرة، وسفك الدماء؟!.
ليس هذا فحسب بل إن الخارجية الأمريكية من حيث تدري أو لا تدري أكدت أنها ستواصل ما سمته زوراً وبهتاناً دعم الحل السلمي لما سمته قضية تايوان، بما يتفق مع رغبات الشعب التايواني ومصالحه متناسية أن تايوان وشعبها هو نسيج واحد ومتكامل مع الصين قبلت أمريكا أم لم تقبل.
والجدير ذكره هنا أن هذه العملية هي أكبر عملية بيع أسلحة أميركية لتايوان منذ تولي جو بايدن الرئاسة في كانون الثاني 2021.
ولكن الرد الصيني كان واضحاً، وحاسماً، حيث أن بكين، وعلى الفور طالبت واشنطن بإلغاء هذه الصفقات، معلنة معارضتها الشديدة لها على لسان المتحدث باسم سفارة الصين في واشنطن ليو بينغيو.
وقال المتحدث الصيني في بيان إن الصين تدعو الولايات المتحدة إلى الإلغاء الفوري لمبيعات الأسلحة إلى تايوان، خشية أن تؤثر في شكل أكبر على العلاقات مع الولايات المتحدة، وكذلك على السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وأضاف أن الصين ستتخذ بحزم إجراءات مضادة، مشروعة وضرورية، في ضوء الوضع المستجد.