ظافر أحمد أحمد
تتكاثر الملفات الساخنة عالمياً، ويستنفر الإعلام لمواكبة تعقد المشهد السياسي والاقتصادي العالمي ارتباطاً بتشابكات الحرب الأوكرانية، والتسخين الأميركي لملف تايوان، وتفاعلات التفاوض بشأن ما يسمى الملف النووي الإيراني، والتداعيات الاقتصادية عالمياً خصوصا في أسواق الطاقة، إضافة إلى موجات السخونة في العديد من الملفات منها الملف العراقي والليبي..وصولاً إلى الملف السوري.
وبمتابعة الضخ الإعلامي الناطق بالعربية وتحديداً ذلك الإعلام الممول من دول الثراء النفطي العربي يمكن التنبه إلى ازدحامه بمصطلحات تتطابق مع كلّ ما يصنّعه البيت الأبيض والخارجية الأميركية والخارجية البريطانية.. إذ يستنسخها ذلك الإعلام كأدوات قصف يومي لعقل الجمهور العربي.
وفي خصوصية الملف السوري تبدو على سبيل المثال الأخبار التي يسوّقها ذلك الإعلام حول الغارات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية وكأنّها نسخة خبرية محضرة لدى الكيان الإسرائيلي ذاته، خصوصاً لجهة تجاهل ذلك الإعلام ركناً أساسيا يخص السيادة السورية.
كذلك الحال عند تناول أي حدث يتعلق بملف مرتزقة الاحتلالين الأميركي والتركي، وشتى الفصائل الإرهابية المنتشرة في بعض المناطق السورية، بما فيها (جبهة النصرة) التنظيم الإرهابي الأخطر والأشهر الذي يحتل إدلب، إذ يقوم الإعلام الممول بعوائد النفط العربي بتزييف الوصف الخاص بكل تلك المكونات المسلحة والإرهابية وتسويقها مجملة على أنها (المعارضة السورية)، وهو أكبر تزييف حدث ويحدث للصراع على سورية، عندما يتمّ تحديده وكأنّه ينحصر في صراع داخلي وبمكونات سورية داخلية..، مع التغافل حتى اللحظة عن دور آلاف المرتزقة والإرهابيين من متعددي الجنسيات وبرعاية أميركية وغربية وتركية الذين أشعلوا الصراع في سورية..
تزوير آخر يتوضح في تعامل ذلك الإعلام مع الاحتلال الأميركي والتركي في منطقة الجزيرة السورية والشمال السوري، وعملهما للوصول إلى كيانات انفصالية لتقليص الجغرافية السورية، حيث لا يترافق إلاّ بأوصاف يرعاها ويسوّقها الأميركي تحديداً، بل وكثيرا ما يجد مسؤولون عسكريون وسياسيون اميركيون الفرصة مناسبة للتصريح لوسائل الإعلام الممولة بعوائد النفط العربي بما يناسب ما يريدون تسويقه للرأي العام العربي المتخم بوجبة إعلامية تكاد تكون وحيدة تصله مطبوخة على نار هادئة ومديدة وقودها الغاز والنفط العربيين.
وتتوضح في كل ما يسوّقه ذلك الإعلام محاولة إقناع الجمهور العربي بأنّ واشنطن لم تدمر العراق بل حملت الخير والديمقراطية للعراقيين، وتحمل الخير لسورية وللبنان، وأنّ إيران هي مصدر الشر العالمي، وذلك من أجل إيصاله إلى أنّ “إسرائيل” الملاذ لاستقرار المنطقة.
وهكذا واشنطن تطبخ صراعات وأزمات العالم والمنطقة العربية تحديداً بينما إعلام الثروة الغازية والنفطية العربية يوزّع وجبات السمّ.