الثورة- متابعة عبد الحميد غانم:
“تأثير اللوبي الإسرائيلي على القرار الأمريكي” كان عنوان المحاضرة التي دعا إليها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في مقره ظهر اليوم، وألقاها الباحث في الشؤون السياسية أحمد خدام السروجي عضو الاتحاد، حيث استهلها بالحديث حول ما تتعرض له عملية صنع القرار السياسي الأمريكي التي تخضع لمجموعة من المؤثرات تتراوح أهميتها وتأثيرها من جماعة إلى أخرى، وما يميز هذه المجموعات أنها لا تسعى للوصول إلى السلطة وإنما للتأثير في مؤسسات صنع القرار الرسمية، لاسيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية تجاه الوطن العربي التي تتداخل عدة جماعات ضغط لتؤثر في صناع القرار الأمريكيين بما يتوافق مع مصالح وأهداف تلك الجماعات، ومن بين أخطر اللوبيات يعتبر اللوبي الصهيوني أحد أبرز المؤثرين تجاه السياسة الأمريكية الخارجية، وأداته هو المنظمة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك) .
وقدم الباحث السروجي معلومات حول تأسيس تلك المنظمة وهيكلها التنظيمي، مشيراً إلى دورها الخطير في الدعم الأمريكي اللامحدود للكيان الإسرائيلي، وأشار إلى أن المصالح الإسرائيلية تعد المحدد الرئيس للسياسة الخارجية الأمريكية، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بسياسة أمريكا تجاه قضايا الوطن العربي، وخاصة القضية الفلسطينية فإن عوامل أخرى تساهم في تحديد عملية صناعة القرار الأمريكية، إذ تأخذ أمريكا بعين الاهتمام مصلحة حليفها الاستراتيجي في المنطقة، ألا وهو كيان إسرائيل وهنا تخضع الولايات المتحدة لضغوط اللوبي الصهيوني المتغلغل داخل مختلف مؤسسات صناعة القرار الأمريكية وخاصة الكونغرس والبيت الأبيض.
من جهته، الدكتور إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب الذي أدار الفعالية، استهل التعريف بالمحاضر وإنتاجه الفكري بتقديم 11 كتابا درس فيها العلاقات بين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي في مختلف المجالات لاسيما العلاقات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، مسلطاً الضوء على الدعم الأمريكي المستمر للكيان منذ قيامه على أرض فلسطين وتواصل سيل المساعدات التي تبلغ سنويا خلال هذه الفترة عشرة مليارات دولار أمريكي.
وأكد الدكتور زعرور في حديث خاص للثورة على هامش المحاضرة أهمية دراسة تأثير اللوبي الصهيوني على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الوطن العربي من أجل فهم الانشغالات والتساؤلات التي تدور في ذهن صانعي القرار الأمريكيين قبل وضعهم للخطوط العريضة للتعامل مع المنطقة، ومن ثم أهم المؤثرات التي تساهم في صناعة القرار الأمريكي عندما يتعلق الأمر بالصراع العربي الإسرائيلي، وإدراك السبل والطـرق التي يتبعها اللوبي الصهيوني للتأثير فيما بعد في الخطوط العريضـة ومختلف التفاصيل على أرض الواقع.
وجرى في نهاية المحاضرة تبادل للرأي حول وسائل التأثير الإسرائيلي على صناع القرار الأمريكي وضرورة مواجهته من خلال تفعيل الدور العربي والدولي للحد من الغطرسة الأمريكية والصهيونية في العالم.