الثورة- خاص:
أكد الدكتور جورج جبور رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة ورئيس الرابطة العربية للقانون الدولي أن العالم بات أكثر حاجة من أي وقت مضى لإصلاح المؤسسات الدولية ولاسيما أجهزة الأمم المتحدة للتقليل من طابعها الأميركي العام، وخاصة في ظل تطورات الأحداث العالمية والأزمات والحروب التي تنذر بكوارث غير محمودة العواقب.
وقال رئيس الرابطة السورية في تصريح خاص بصحيفة الثورة إن الوقت مناسب اليوم أكثر من أي وقت آخر مع انعقاد الاجتماع السنوي للجمعية العامة، ووجود إرادة لدى القوى العالمية التي تنشد السلام والاستقرار لفرض رؤاها، والتي تريد إعطاء الجمعية دوراً أكبر في حل الأزمات الدولية.
وأضاف قائلاً: إنها فرصة أيضاً للمطالبة بمكان لدولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة وبمكان للهند في مجلس الأمن، وخصوصاً بعد التعديل الذي سمح بتوسيع عضوية المجلس من 11 إلى 15، وفي هذا الإطار فإني أثني على هذا التعديل.
وبيّن الدكتور جبور أنه ونحن في حمّى توتر عسكري دولي كبير نتيجة لحرب أوكرانيا، فإننا بحاجة إلى تعديل التوافق المستمر منذ 1945 بشأن الكلمة الأولى في النقاش العام على منبر المنظمة الدولية، فمن المتعارف عليه أن الكلمة الأولى هي للدولة المضيفة، أي لأميركا، وفي هذا التقليد ربح معنوي لأميركا لم تعد روسيا -كما يبدو- لتقبله ببساطة ونحن في عهد «العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا»، ولاسيما أن لأميركا ربحاً معنوياً متعدد الأوجه من المكان الراهن للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي مناسبة الاجتماع السنوي للجمعية العامة أشار جبور إلى ضرورة تطبيق مبدأ «التداول الألفبائي» على الكلمة الأولى في النقاش العام، فليس من المنطقي أن يكسب ممثل الدولة المضيفة -أي الأميركي- إعلاماً أفضل من غيره بصفته مضيفاً، مؤكداً أنها فكرة صالحة جداً ليس للنقاش فقط بل للتبني في زمن صعود العالم المتعدد الأقطاب، ومتسائلاً هل أثارها الاتحاد الروسي؟ هل أثارتها الصين؟ هل أثيرت قبلاً؟ سوف أستغرب أن لم تكن قد أثيرت، وفي كل حال يسمح الوضع الراهن ليس بالإثارة فقط بل بالنقاش الجاد وربما بالتبني كلاً أو جزءاً.
واختتم رئيس الرابطة تصريحه بالقول: لقد حذرت مراراً من الانحدار إلى حرب ذرية وأشرت إلى أن أميركا قرنت بين الأمم المتحدة وبين الحرب الذرية عام 1945، وقلت ما أن تم التوافق على الميثاق في سان فرانسيسكو وأخذت الدول تنهمك في عملية المصادقة على الميثاق حتى استفادت أميركا من الفسحة بين التوافق وبين المصادقة ففجرت قنبلتين ذريتين في أب على هيروشيما وعلى ناغازاكي، وأرى اليوم أن خطوة الرئيس بوتين بالتعبئة إنما كان توقيتها لتحذير الجمعية العامة من الانزلاق إلى تأييد لأميركا، ومثاله السماح لرئيس أوكرانيا بمخاطبة الدورة عن طريق الفيديو.