بوتين يعلن التعبئة الجزئية.. والمشهد العالمي نحو المجهول

الثورة- خاص- فؤاد الوادي:
مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط، يتجه المشهد العالمي نحو مزيد من التعقيد، وتدخل معركة روسيا مع «الناتو» مساراً جديداً قد يؤدي إلى انعطافة خطيرة في المواجهة التي بدأها الغرب بالاستفزاز والتحشيد والتصعيد والدعم الإرهابي اللا محدود، ليس للنظام النازي في أوكرانيا فحسب، بل لكل ما من شأنه تقويض الأمن والسلم العالميين، ونشر الفوضى والخراب والإرهاب.
عميد كلية العلوم السياسية الأستاذ الدكتور محمد حسون قال في لقاء مع صحيفة الثورة إن إعلان الرئيس بوتين التعبئة الجزئية خطوة كانت متوقعة جداً وتأتي ضمن سياق الرد على الضغط والتصعيد الأميركي والغربي المتواصل بأشكال عديدة، لاسيما بعد المحاولات الأخيرة للولايات المتحدة وأوروبا الترويج لهزيمة روسيا في أوكرانيا، وأن القوات الروسية بدأت بالانحسار والتراجع، وأنها تتجه نحو تحقيق عدم أهدافها في عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وبيّن الدكتور حسون أن الرئيس الروسي بهذه الخطوة يكون قد رمى الكرة في ملعب «الناتو»، فإذا اختار الأخير مواصلة التصعيد، فإنه يكون بذلك قد دفع بالعالم إلى شفير الهاوية، أما إذا اختار التهدئة، فإنه عندئذ يكون قد قرأ الرسالة الروسية جيداً والتي حاول بوتين من خلالها إفهام واشنطن وأتباعها الأوروبيين بأن موسكو لن تقبل بالهزيمة او الانكفاء والتراجع، ولن تقبل باستمرار نظام الهيمنة والقطبية والتبعية الذي تتزعمه أميركا وشركاؤها الغربيون.
وختم عميد كلية العلوم السياسية كلامه بالتأكيد على أن العالم بعد قرار الرئيس بوتين قد دخل مرحلة جديدة من المواجهة، بين روسيا وحلفائها من جهة، وبين أميركا وأتباعها من جهة أخرى، قد تفضي، إما إلى حرب إقليمية أو عالمية كبرى، وإما أن تفضي إلى إعادة تشكيل ورسم خارطة نظام عالمي متعدد الأقطاب، وربما يكون هذا هو الهدف الرئيس من وراء قرار «التعبئة الجزئية « من أجل الضغط والدفع نحو قبول المطالب الروسية وأخذ كل الهواجس التي تبديها موسكو بعين الاعتبار لجهة تهديد أميركا وأوروبا لأمنها القومي.
هذا وقد توالت ردود الفعل على إعلان الرئيس الروسي استدعاء قوات الاحتياط والتهديد باستخدام النووي في حال تعرضت بلاده للخطر، لاسيما من الدول الأوروبية التي باتت حبيسة الخوف والهلع الذي تضاعفه كوابيس «الموت برداً « بسبب شح ونقص إمدادات الطاقة ومواد التدفئة، حيث قالت وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيغان إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية ستؤدي إلى تصعيد الوضع في أوكرانيا، مؤكدة أن بريطانيا ستواصل، إلى جانب دول الناتو، دعمها لكييف.
بدوره أكد نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد روبرت هابيك، أن التعبئة الجزئية في روسيا الاتحادية «خطوة سيئة وخاطئة»، وستؤدي إلى تصعيد الصراع في أوكرانيا، كما قالت سفيرة الولايات المتحدة في أوكرانيا بريدجت برينك في وقت سابق اليوم: إن التعبئة الجزئية التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكل حسب تعبيرها «مؤشر ضعف».
أما رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، فقد دعا دول الاتحاد الأوروبي إلى التزام الهدوء وعدم صب الزيت على النار. وقال بهذا الشأن: «يجب أن نرد بهدوء، لا داعي لإشعال النار. يجب ألا نقوم باستفزازات». وفي الوقت نفسه، ذكر أنه من الضروري الحفاظ على الموقف بشأن أوكرانيا ومواصلة تقديم المساعدة لها.
وفي السياق ذاته أعلن وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس، اليوم الأربعاء أن ليتوانيا، قررت رفع مستوى استعدادات قواتها رداً على إعلان روسيا التعبئة الجزئية.
وكتب أنوساوسكاس على مواقع التواصل الاجتماعي: «بما أن التعبئة العسكرية الروسية ستنفذ أيضاً في منطقة كالينينغراد، في جوارنا، فلا يمكن لليتوانيا أن تراقب فقط. سنزيد من جاهزية قوات الرد السريع لدينا».
وقال أيضا إن ليتوانيا تناقش إجراءات لمزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، مشيراً إلى أن فيلنيوس تدعو جميع الحلفاء إلى زيادة المساعدات إلى أوكرانيا.
بدورها أعلنت فنلندا أنها تراقب الوضع عن كثب وذلك على خلفية إعلان بوتين، التعبئة الجزئية.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد أعلن في وقت سابق اليوم التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط بدءا من اليوم 21 أيلول 2022.
وأكد بوتين في كلمة موجهة للشعب الروسي أن إجراءات التعبئة في روسيا ستبدأ من 21 أيلول الجاري.
وقال الرئيس الروسي أنه عندما تتعرض نزاهتها الإقليمية للتهديد، فإن روسيا تستخدم جميع الوسائل المتاحة، فهذه ليست خدعة.
وأضاف في خطابه: «سنتحدث عن الخطوات الضرورية والعاجلة لحماية سيادة وأمن ووحدة أراضي روسيا، وعن دعم رغبة وإرادة مواطنينا في تقرير مستقبلهم وعن السياسة العدوانية لجزء من النخب الغربية، الذين يسعون بكل قوتهم للحفاظ على هيمنتهم، ولهذا يحاولون منع أي مراكز تنمية مستقلة ذات سيادة من أجل الاستمرار في فرض إرادتهم بشكل فاضح على البلدان والشعوب الأخرى، وغرس قيمهم الزائفة».

وذكّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بأن روسيا متفوقة في عدد من المكونات على المعدات العسكرية الأجنبية، وقال: «نحن نتحدث ليس فقط عن قصف محطة الطاقة النووية في زابوروجيه، بتشجيع من الغرب، والذي يهدد بكارثة نووية، ولكن أيضاً عن تصريحات بعض كبار ممثلي بعض دول الناتو حول إمكانية ومقبولية استخدام الأسلحة للدمار الشامل والأسلحة النووية ضد روسيا. إلى أولئك الذين يسمحون لأنفسهم بمثل هذه التصريحات فيما يتعلق بروسيا، أود أن أذكركم بأن بلادنا لديها أيضًا وسائل تدمير مختلفة، وفي بعض المكونات أكثر حداثة من تلك الموجودة في دول الناتو».

آخر الأخبار
وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس