الثورة_ فاتن دعبول:
سيرة الفنان الملحن بليغ حمدي وأهم المحطات في حياته الفنية، قدمها الباحث الموسيقي عثمان الحناوي صاحب برنامج “نثرات من ذهب الزمان” مع الإعلامية هيام حموي، في المنتدى الاجتماعي، حاوره المؤلف الموسيقي إيهاب مرادني، وشاركه بالعزف على الكمان المايسترو عدنان الحايك.
رافق الباحث الموسيقي عثمان الحناوي مرحلة من حياة الملحن المبدع بليغ حمدي، وحاول أن يقدم صورة ونوادر ونتاجات شهد ولادتها من خلال صداقته له، وخصوصا في المرحلة التي جمعت شقيقته ميادة الحناوي في أعمال مع بليغ حمدي.
وبين بدوره أن بليغ حمدي سبق عصره وهو في سن صغيرة، وترك بصمة تعبر عن مقدرة وموهبة عالية في التلحين، فجميع ألحانه حققت صدى واسعا في عالم التلحين، وانطلق الكثير من المطربين بألحانه التي تنم عن ثقافة موسيقية موسوعية.
بدأ الباحث الموسيقي سيرة المبدع بليغ حمدي منذ طفولته التي شهدت ميله إلى الموسيقا، فأتقن العزف على العود وهو في التاسعة من عمره، ورغم شغفه بالموسيقا، إلا أنه درس الحقوق.
ولم يبدأ بليغ حمدي مشواره الفني ملحنا، بل بدأه غناء في أغنية” يا باكيا على الأيام” لكنه في زمن وجد فيه كارم محمود، محمد فوزي، محمد قنديل، لم يجد أصداء كمطرب، لذلك تحول إلى التلحين، وكانت أولى ألحانه للمطربة فايدة كامل.
وعرض المؤلف الموسيقي لعدد من الصور التي تجمع الملحن بليغ حمدي مع بعض المطربين والمطربات ممن لحن لهم، فمن الصور جمعته مع أم كلثوم التي لحن لها 11 أغنية ولما يتجاوز عمره 23 عاما، وكانت البداية بأغنية” حب إيه” ونافس فيها كبار الملحنين” زكريا أحمد، رياض السنباطي، ومحمد عبد الوهاب” وكان عرّابه محمد فوزي الذي جمعه بأم كلثوم، وهي بدورها تنبأت له بمستقبل كبير في عالم الموسيقا.
وأضاف الحناوي: أن ألحان بليغ حمدي تميزت بالجرأة، فقد أدخل العديد من الآلات الموسيقية على الفرقة، وطور موسيقا أم كلثوم، فأدخل الأوكورديون والسكسفون، وظهر هذا التطور في الأغنيات” فات الميعاد، سيرة الحب” ومن تكن بدايته مع الكبار يكبر معهم، فبداية التلحين كانت مع أم كلثوم، فسجل اسمه مع العظماء.
وفي محطة ثانية التقى بليغ حمدي مع الفنان عبد الحليم حافظ وكانت باكورة أعماله أغنية” تخونوه” وبعد ذلك لحن له الكثير من الأغنيات الشعبية، لينتقل بعدها إلى الأغاني الطويلة من مثل” موعود، مداح القمر، زي الهوى، وأغنية أول دمعة حزن ..” وفي أغنية حاول تفتكرني، سعى بليغ حمدي إلى إيصال عبد الحليم إلى العالمية.
وفي محطته الثالثة كانت مع وردة الجزائرية، وقد ربطته معها علاقة حب، ثم تزوجا ولحن لها العديد من الأغاني، كان أولها أغنية” يا نخلتين في العلالي” وتتالت الأغنيات إلى أن انفصلا ولحن لأم كلثوم أغنية”بعيد عنك حياتي عذاب” كرسالة لوردة يعبر من خلالها عن شوقه لها ودعوة منه ليعودا من جديد.
وبين عثمان الحناوي في المحطة الرابعة علاقة بليغ حمدي بالمطربة ميادة حناوي، والتي قدمها له الملحن محمد عبد الوهاب، وفي زيارته إلى دمشق لحن لها أغنية “حبينا وتحبينا، فاتت سنة، الحب اللي كان، وأغنية أنا بعشقك”، واستمر في التلحين لميادة طيلة وجوده في دمشق، أربع سنوات ونصف السنة.
وانتشرت شهرة الملحن بليغ حمدي، ولحن للكثير من المطربين من مثل” وديع الصافي، فهد بلان، صباح، عزيزة جلال، وشادية وهاني شاكر ونجاة الصغيرة”.
وبين الحناوي أن بليغ حمدي إنسان مثقف، متواضع، يعمل لساعات طويلة دون كلل أو ملل، يساعد الفقراء ويقف إلى جانب المحتاجين، كما عرف بحسه المرهف وطيبته الشديدة، كما عرف عنه غزارة الإنتاج.
وعرف بحبه الشديد لمصر، ويعد من أكثر الملحنين تلحينا لمصر، وفي حب مصر، حتى أنه غنى بصوته أغنية” عدى النهار” بعد حرب 67.
تخللت الندوة معزوفات على آلة الكمان من المايسترو عدنان الحايك استطاع من خلالها انتزاع تصفيق الجمهور الذي ملأ القاعة، وتفاعل معه بالغناء والطرب، فكانت جلسة من الزمن الجميل بامتياز.