الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
ضمت فعاليات مهرجان الميماس الأدبي الذي نظمه فرع حمص لاتحاد الكتاب، مجموعة من القصص القصيرة بطابعيها الواقعي والإنساني قرأها كاتبوها، وفي سطورنا نورد بعض ما جاء فيها:
قرأ الأديب الدكتور جودت إبراهيم قصتين قصيرتين واقعيتين حدثتا معه بأسلوب أدبي واقعي راق، الأولى بعنوان “ليلة رأس السنة الجديدة” التي حدثت في موسكو حين دعاه صديقه نيكولاي للاحتفال بليلة عيد رأس السنة الميلادية برفقة أصدقائه حين كان طالب دكتوراة في الجامعة الروسية، ليضيع في موسكو ويضل طريق العودة، فتتلقفه شابة فنلمس تقاطع بين عادات الروس والعرب في المساعدة، ودعته لقضاء رأس السنة معها ومع أصدقائها بطريقة احتيالية لطيفة.
أما القصة الثانية فكانت بعنوان “قطار المساء” تصف مرارة الفراق والانتظار غير المجدي، ووقف القطار في محطتين غير كبيرتين، فظهرت امرأة اسمها فاريا عمرها ٢٦ سنة كانت تنتظر زوجها الطيار المفقود في التايجا منذ ثلاث سنوات تنتظره في المحطة كل مساء، ووقفت أمامه
وأخبرته هذه التفاصيل، وأنها لم تقترب لتكلمه مصادفة، وإنما لأنه يشبه زوجها المفقود، ونشأت بينهما صداقة، ليكتشف أنها أرملة ولديها طفل عمره ثمان سنوات يعزف على آلة الكمان الموسيقية وتتصاعد الأحداث لتنتهي باستمرارها هي وابنها بانتظار زوجها في محطة القطار من دون يأس فالحب أقوى من الموت.
وقرأت الأديبة القاصة غادة اليوسف قصة قديمة جديدة بعنوان “ليلة الكرز المر” تعود لعام ٢٠٠٧ قصة اجتماعية واقعية بأسلوب مشوق بتفصيل للأحداث ووصف للأشخاص بطريقة شفيفة جميلة، تروي قصة امرأة ارتكبت جرم لم تقصد ارتكابه، طلبوا منها بداية الهوية التي فقدتها مع١٠٠٠ ليرة، استدانتها لتشتري الدواء لزوجها المريض، الذي طرد من عمله مرتين.
تناولت غادة الأوضاع الاقتصادية المتردية في وقت يشكو أبوه وأمه من العوز المادي، فسردت للمحقق ما حدث معها في الليلة الماضية و كيف أصر ابنها على شراء الكرز وسيارة صغيرة وهم لا يمتلكون ثمنها وإحراجهم أمام البائع مما اضطر والده لضربه.
أما الأديب المترجم حسين سنبلي الذي قدم قصة قصيرة مترجمة عن اللغة الإنجليزية للكاتب الأمريكي مارك توين بعنوان “ساعتي” وهي قصة رمزية تؤكد مقولة عمه الراحل ‘يظل الحصان حصاناً قوياً ما دام يفوز في السباق، وتظل الساعة ساعةً جيدةً ما لم تقترب منها يد الساعاتي!”.
كانت ساعته تؤخر ٤ دقائق، ليتورط ويأخذها لمصلح الساعات ، فيضطر لأخذها لاحقاً لعدة مصلحين ساعات وكل منهم يترك فيها عطل جديد.
أما الروائي فؤاد العلي فشارك بقصتين عاطفيتين، الأولى جاءت بعنوان الحب لا يعيش في المياه الدافئة والقصة الثانية بعنوان” أضناني الشوق” وفيهما طغت النزعة الشاعرية المحملة بالأسى الذي نتج عن الأزمة ومفرزاتها من مشكلات الشباب الذين اختاروا اليم سبيلاً لمغادرة الوطن دون النظر للنتائج.
واختتمت الأمسية الأديبة القاصة لين غرير روت حكاية بسيطة من مواقف نمر بها، ولا تلفتنا، ولكن الأديبة حولتها لقصة اجتماعية بعنوان “نورة”.