الثورة – رنا بدري سلوم:
في ذكرى استشهاده اليوم، يفتح أمامنا ملف
أكثر من 400 ناشط إعلامي وصحفي سوري استشهد منذ بدء الثورة السورية الحرة عام 2011، بتوثيق المركز السوري للحريات الصحفية باستشهاد 407 ناشط، بينهم 29 قضوا تحت التعذيب في سجون النظام المخلوع وداعميه باستهداف الصحفيين لحجب الحقيقة عن أحداث الثورة وطمس معالمها، حيث استمرت ملاحقتهم وتوظيف التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الرقمية للوصول إليهم وتتبعهم والاعتماد على المخبرين أيضاً، ومنهم الزميل في صحيفة الحرية ” تشرين ” سابقاً، الشهيد مصعب محمد العودة الله الذي يعد من أوائل الصحفيين الثائرين مهنية واحترافية، كرس قلمه وحبره بقضية الوجود والحرية.
تشهد له ” نوى ” مسقط رأسه في ريف درعا بشجاعته وتفانيه ومحبته لسوريا، فأرسل صوتها وحمل جرحها عابراً حدودها الجريحة فكان مراسلاً سرّيا لاورينت، ومسؤولاً عن تنسيقيات حوران.
الراحل تولد ١٩٧٧، وحاصلاً على معهد الإعداد الإعلامي، كان طالباً جامعياً، وشاءت الظروف أن يسلك درب الشهادة على إكمال درب العلم وكلاهما إلى جنة الفردوس، فأخلاقه العالية تشهد له و مناقبه ومآثره النبيلة كفيلة بذلك، فكان خسارة إنسانية لكل من عرفه عن قرب، خسارة لنا وللوطن في آن.
اغتيل مصعب وحيداً أعذباً في منزله بحي نهر عيشة في دمشق، بمداهمة أمنية، تمت تصفيته بست طلقات في الرأس، بعد وشاية ومخبرين نفوس دنيئة.
وهو اليوم الحاضر الغائب يشهد على قيامة سوريا الجديدة، منتصراً على الشامتين من زملائه العاملين معه في صحيفة” تشرين ” بخبر مقتله، حين كان مقر الصحيفة وكراً للوشاة والمخبرين أعداء الحرية.
حينها وفي هذا اليوم ٢٢ آب، انتقدت منظمة مراسلون بلا حدود الانتهاكات التي ترتكب بحق الصحفيين في سوريا أيام بدء الثورة فكان مصعب الرقم الصعب، واليوم وبعد مرور ثلاث عشرة سنة على الاغتيال لم يشهد الراحل سوريا الحرة بأم عينيه، لكنه حاضر اليوم بأحرارها وثوارها وصحفييها الذين ينعونه في الذكرى الأولى بعد التحرير ومنهم إدارة صحيفته مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر.
وباعتبار أن الحق لا يسقط بالتقادم، نطالب جميعاً بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المتكررة ضد الصحافيين في سوريا، وحماية الصحفيين حق مشروع في الحكومة الجديدة وظل سوريا الحرة.
يذكر أنه نحو 29 ناشطاً إعلامياً قضوا تحت التعذيب في سجون النظام، و توزع عمليات الاغتيال على مختلف المحافظات السورية، وكان أبرزها في ريف دمشق.
اتهمت منظمة “مراسلون بلا حدود” سوريا بأنها تحتل مرتبة متأخرة في تصنيف حرية الصحافة.
مشيراً المركز السوري للحريات الصحفية إلى أن سجن عدرا وصيدنايا في ريف دمشق شهدوا عمليات قتل، و بتقرير منظمة العفو الدولية كان “المسلخ البشري” في صيدنايا للكثير من الصحفيين.
كل الخلود لروح الزميل مصعب محمد العودة الله
وعهداً منا أننا سنبقى أوفياء حبرا يستمد نبضه من آلام الناس وقيامة وطن.