البوح البصري بين الطبيعة والذاكرة

الثورة – همسة زغيب:

تبرز الفنانة التشكيلية السورية رغد منذر في المشهد الفني المعاصر بصوت بصري متفرّد، يجمع بين الحس الإبداعي والرمزية الفلسفية، لتقدم أعمالاً تتجاوز حدود اللوحة نحو تأملات عميقة في مفاهيم الهوية، الزمن، والوجود، وترسم العالم كما يُحسّ لا كما يُرى، فتغدو لوحاتها بمثابة نصوص بصرية تنطق بما تعجز الكلمات عن قوله.

تنتمي رغد إلى جيل يرى في الفن وسيلة للبوح والتفكيك، لا للزينة أو التجميل، والطبيعة في أعمالها ليست خلفية، بل بطلة صامتة تتكلم عبر اللون والخط والظل.

تقول في حديثها لـ”الثورة: “أرسم كل ما أراه في الطبيعة، لكنني لا أنقلها كما هي، بل كما تُحدّثني، فكل غصن وكل حجر يحمل ذاكرة، وكل غيمة تمرّ أمامي تهمس بسر، وشغفي لا يتجلى في عناصر محددة فقط، بل يهدف لبناء المشهد ككل، إذ تتداخل الأرض والسماء، ويتحوّل الضوء إلى فكرة، والظل إلى سؤال”.

في إحدى لوحاتها المعروضة، نرى شخصية إنسانية ذات ملامح غريبة أو مشوهة قليلاً، تقف أمام قوس حجري يتدلّى منه جرس مائل، وخلفها شمس متضخمة تهيمن على السماء، تحيط بها سحب زرقاء متداخلة، الأرض مرصوفة ببلاط ترابي، يمنح المشهد عمقاً بصرياً، كل عنصر في اللوحة يحمل دلالة رمزية- حسب قولها.. الشخصية المنحنية تجسيد لحالة وجودية، كأنها تصرخ بصمت، والجرس المائل رمز للإنذار أو لحظة التحوّل الداخلي، أما الشمس المتضخمة فتعبر عن كيان يراقب أو يحكم، لا مجرد ضوء، والقوس الحجري بوابة بين الواقع واللاوعي، والأرض المبلطة امتداد للذاكرة الجمعية، لا مجرد أرض.

وبينت الفنانة رغد أنها لا تستخدم اللون كزينة، بل كأداة سردية، فالأزرق في سحبها يوحي بالتوتر، والتراب في الأرض يرمز إلى الجذور والذاكرة، والأحمر لا يعني الغضب دائماً، بل قد يكون دفئاً داخلياً، والأخضر ليس طبيعة فقط، بل أمل هش، كل لوحة لديها تُشبه قصيدة بصرية، تُقرأ وتُشعر في آنٍ واحد، وتدفع المتلقي إلى التأمل لا الاستهلاك.

ولفتت إلى أنها في الفن وسيلة لفهم الذات والكون، ولوحاتها تُشبه نوافذ مفتوحة على الداخل، كل تفصيل يحمل معنى، وكل ظل يروي قصة.. والطبيعة، في أعمالها، ليست مجرد مشهد، بل ذاكرة حيّة تنبض بالحياة وتُحاكي الروح.

حضورها لا يقتصر على العرض، بل يمتد إلى الحوار الفني، وتُعرف بقدرتها على مناقشة أعمالها بعمق فكري يربط بين البصري والوجداني، وغالباً ما تثير لوحاتها نقاشات حول الهوية والذاكرة والأنوثة في السياق السوري المعاصر، من دون أن تقع في المباشرة أو الخطابية.

آخر الأخبار
من ميدان الثورة إلى ميدان البناء.. مؤمنة عربو الفائزة الأولى بانتخابات حماة انطلاقة متجددة للصناعة في "الشيخ نجار" الجفاف والمعاومة يخرجان نصف موسم الزيتون بدرعا من الإنتاج مطالبات بتفعيل خط سرفيس باب جنين - دويرينة في مدينة حلب 5 بالمئة فقط... من يصغي لصوت المرأة؟ "أتقدم خطوة".. يرسم ملامح تضحيات الآباء ويحفز الأبناء للامتنان ترميم مدارس حماة بين الخطط وإمكانيات التنفيذ الطهو الشامل في السياحة قذائف قسد تقتل مدنيين في سيف الدولة ومستشفى الرازي يعج بعشرات الجرحى قسد تنشر القناصين على أسطح الأبنية وتمنع الأهالي من مغادرة مناطقها دوي القذائف يهز أرجاء حلب… جبهة الشيخ مقصود تشتعل وسط استنفار أمني النساء في البرلمان السوري... "كوتا" لم تكتمل والحلّ بيد الرئاسة ضعف تمثيل المرأة في انتخابات مجلس الشعب أسبابه عديدة وأبرزها اقتصادية وسياسية مؤيد غزلان : المجلس الجديد مظلة وطنية توحد السوريين رئيس اللجنة العليا للانتخابات: الأولوية للأكفاء القادرين على البناء نوار نجمة : البرلمان سيكون داعماً للحكومة و مراقباً لأدائها قسم غسيل الكلى  بالخدمة في مستشفى الحراك الوطني لجنة الانتخابات تصدر النتائج الأولية وتفتح باب الطعون الإعلام شريك في حماية الطفولة في الحوادث وطب الطوارئ.. حين يُحدث التوقيت فرقاً في إنقاذ الأرواح