الثورة – همسة زغيب:
يعتمد تنوعاً واضحاً في أساليبه، متنقلاً بين الواقع والرمز، التشكيل والشعر، ليقدّم تجربة فنية مزدوجة “لوحة تُرى بالعين، وقصيدة تُسمع بالقلب، وكلاهما ينطق بحب الشام القديمة ووجدان الإنسان السوري”.

هذا ما يشير إليه الفنان التشكيلي والشاعر سميح الباسط في حديثه لصحيفة الثورة، قائلاً: “في دمشق، كل لون يفتح نافذة على الذاكرة، وكل ريشة تتحول إلى قصيدة بصرية”، ويتابع الحديث عن آلية عمله “استخدمت الألوان الزيتية لتنساب في حرية، وأتمكن من إدخال وهج التراث المعماري للعطر حين يفيض من ينابيع الشام القديمة”.
شارك الباسط في معرض “ريشة وتراث” الذي افتتح في الثالث والعشرين من الشهر الحالي في خان أسعد باشا بأربع لوحات متنوّعة تشبه قصائد بصرية تستعيد جمال سوريا وأصالتها، وتكشف عن إحساسه الحقيقي تجاه الحياة والفن التشكيلي.
مشيراً إلى أن تجربته لم تقف عند حدود اللون، بل تحوّلت إلى بحث دائم عن لغة فنية جديدة تعبّر عمّا يجول في داخله، متنقّلة بين تجريد يفتح أبواب الخيال، وتعبير يقترب من أعماق الإحساس.
في إحدى لوحاته يستحضر القوس الحجري الدمشقي كرمز للذاكرة والحنين، وكأن العمارة تتحوّل إلى قصيدة بصرية، وإذا كانت العمارة لديه ذاكرة، فإن الطبيعة تصبح استعارة عن الجذور والصمود، وفي لوحته الثانية تظهر صخرة وسط عشب أخضر تتناثر حولها زهور حمراء وبيضاء، مشهد هادئ لكنه محمّل بالمعنى، يعكس حبه للأرض التي تمنح السوري قوة الحياة رغم تقلبات الزمن.
ومن دمشق، منبع الجمال والحضارة، استقى الباسط أفكاره، كما أوضح، ليحوّل أصالة الشعب السوري وحبّه للحياة إلى أعمال فنية تحمل روح المكان ووهج الإنسان.
وهكذا تتحول لوحاته إلى قصائد بصرية تنبض بالحنين والضوء، وتبوح بأن الفن هو أصدق تعبير عن الحياة.