الثورة – شيرين الغاشي :
افتتحت الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا بمشهد حمل كل ملامح التنافس الحقيقي الذي تعوّد عليه جمهور البطولة الأعرق، حيث جرت سلسلة من المواجهات الثقيلة أعادت رسم ملامح الصراع على بطاقات العبور، بين عودة بعض الكبار وسقوط آخرين، فيما فرضت بعض الفرق حضورها بعد أسابيع من التراجع، بينما اكتشف آخرون أن الطريق نحو الدور التالي لن يكون إلا عبر معارك لا تهدأ.
البداية جاءت من لندن، حيث كسر تشيلسي جداراً ظلّ صامداً ثلاثة عشر عاماً أمام برشلونة، فأنهى البلوز العقدة التاريخية وأسقط الضيوف (3-0) داخل ستامفورد بريدج، مباراة سيطر فيها الفريق الإنكليزي بإيقاع هادئ وفعالية قاسية؛ هدف أول جاء بتوقيع غير مباشر حين ارتطمت كرة تشيلسي بجول كوندي وتحولت إلى داخل الشباك في الدقيقة (27) ثم أضاف ويليان إستيفاو الثاني في الدقيقة (55) قبل أن يُجهز ليام ديلاب على برشلونة بالهدف الثالث في الدقيقة (73).
هذا الفوز أتاح لتشيلسي الصعود مؤقتاً إلى المركز الخامس برصيد (10) نقاط، بينما وجد برشلونة نفسه في المركز الخامس عشر برصيد سبع نقاط، أمام وضعية إعادة حسابات طارئة.
ومن إنكلترا إلى ألمانيا، حيث تلقّى مانشستر سيتي واحدة من أثقل صفعاته الأوروبية هذا الموسم، بعدما نجح باير ليفركوزن في فرض إيقاعه على بطل إنكلترا بإسقاطه (2-0) افتتاح التسجيل جاء عبر أليكس جريمالدو في الدقيقة (23) ثم عزز باتريك شيك برأسية لافتة في الدقيقة (54) هزيمة السيتي أحرجت جماهيره وأبقت الفريق عند عشر نقاط، بينما ارتفع رصيد ليفركوزن إلى (8) نقاط.
وبينما كان الغضب يحاصر السيتي والصدمة تلاحق برشلونة، قدّم بنفيكا واحدة من أهم ردّات الفعل في هذه النسخة بعد أربع هزائم متتالية، فاستعاد الفريق البرتغالي صوته الأوروبي بفوز ثمين على أياكس (2-0) افتتح صامويل دال التسجيل مبكراً في الدقيقة السادسة، ثم أضاف لينادرو باريرو الهدف الثاني في الدقيقة (90) ليمنح بنفيكا أول انتصار يعيد له الأمل ويصل إلى (3) نقاط، بينما بقي أياكس بلا نقاط في ذيل الترتيب. وفي تركيا، صمت جمهور غلطة سراي على وقع خسارة مؤلمة أمام سان جيلواز البلجيكي الذي خطف الفوز بهدف بروميس ديفيد في الدقيقة (57) رغم النقص العددي في الدقائق الأخيرة، ليبقى غلطة سراي عند تسع نقاط، بينما ارتفع رصيد سان جيلواز إلى ست نقاط.
وعلى الضفة النرويجية، كانت القصة مختلفة تماماً، حين قلب يوفنتوس الطاولة على بودو جليمت في لقاء ممتع انتهى (3-2) لصالح البيانكونيري، أصحاب الأرض افتتحوا التسجيل عبر أولي ديدريك بلومبرغ في الدقيقة (27) قبل أن يعود يوفنتوس سريعاً بعد الاستراحة عبر لويس أوبندا في الدقيقة (48) ثم رأسية ويستون ماكيني في الدقيقة (59) ليُعيد التوازن إلى المعركة، وفي الدقيقة (87) عدّل سوندري فيت النتيجة من ركلة جزاء، لكن في الدقيقة (90+1) خطف جوناثان دافيد هدف الفوز الذي منح أول انتصار ليوفنتوس هذا الموسم، ليرفع رصيده إلى (6) نقاط، بينما بقي رصيد بودو جليمت نقطتين.
وفي ألمانيا مرة أخرى، وفي مدينة دورتموند، فرض الأسود الصفر هيمنتهم الكاملة على فياريال، وحققوا فوزاً كبيراً (4-0) افتتح جيراسي التسجيل في الدقيقة (45+2) برأسية مميزة، ثم أضاف الثاني من ركلة جزاء في الدقيقة (54) قبل أن يضيف كريم أدييمي الثالث في الدقيقة (58) واختتم دانييل سفينسون الرباعية في الدقيقة (90+5) ليرتفع رصيد دورتموند إلى (10) نقاط، بينما بقي فياريال عند نقطة واحدة.
ومن ألمانيا إلى فرنسا، حيث عاش ملعب أورانج فيلودروم ليلة حاسمة، حين قلب مارسيليا تأخره أمام نيوكاسل إلى فوز (2-1) بفضل ثنائية بيير- إيمريك أوباميانغ الذي سجل التعادل بعد (18) ثانية من انطلاق الشوط الثاني، في الدقيقة (46) ثم الهدف الثاني في الدقيقة (50) ليصل مارسيليا إلى ست نقاط، بينما تجمد رصيد نيوكاسل عند تسع نقاط.
أما في براغ، فكان التعادل السلبي هو العنوان بين سلافيا براغ وأتلتيك بلباو في مباراة متوازنة افتقدت اللمسة الأخيرة، تاركة الفريقين عند ثلاث نقاط وثماني نقاط على التوالي.
وأخيراً من إيطاليا، جاءت ليلة تكريم مارادونا في ملعب دييغو أرماندو مارادونا لتمنح نابولي دفعة كبيرة بفوز (2-0) على كارباغ أغدام؛ هدف أول جاء برأسية سكوت مكتوميناي في الدقيقة (65) ثم آخر ملكي بنيران صديقة عبر ماركو جانكوفيتش في الدقيقة (72) ليصل نابولي إلى سبع نقاط ويشعل سباق المركزين المؤهلين، بينما بقي كارباغ أيضاً عند سبع نقاط تحت ضغط سيناريو معقد في الجولة القادمة.
وهكذا اكتملت أمسية أوروبية حملت تقلبات، انتصارات معنوية، وسقوطاً لفرق كبيرة، وصعوداً لفرق وجدت في هذه الجولة ما يكفي لإعادة ترتيب أحلامها.