الثورة – عدي جضعان:
باشر وزير الإعلام حمزة مصطفى، الأربعاء 26 تشرين الثاني/نوفمبر، استلام أعمال الدورة الخامسة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب، وذلك للمرة الأولى منذ سقوط النظام المخلوع.
وانطلقت الجلسة الافتتاحية عند الساعة الحادية عشرة صباحاً، بكلمة ألقاها وزير الإعلام البحريني الدكتور رمضان بن عبدالله النعيمي بصفته رئيس الدورة الرابعة والخمسين، قبل أن تُنقل رئاسة الدورة الجديدة إلى سوريا.
وتحمل رئاسة سوريا لاجتماعات المجلس في دورته الخامسة والخمسين بالقاهرة أبعاداً سياسية وإعلامية مهمة، إذ تعكس رسوخ الحضور السوري في الجامعة العربية بعد سنوات من القطيعة، وتبرز نجاح المساعي الدبلوماسية التي أعادت دمشق إلى عمقها العربي.
كما تمنح هذه المشاركة دمشق فرصة لإعادة طرح مقارباتها الإعلامية ورؤيتها تجاه القضايا التي تمس وضعها الداخلي ومحيطها الإقليمي، لاسيما ما يتعلق بملفات السيادة والوحدة الوطنية وإعادة الإعمار وعودة اللاجئين.
تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي العربي
في سياق هذه الدورة، أوضح السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام والاتصال في الجامعة العربية، في بيان نقلته وكالات الأنباء، الثلاثاء، أن الدورة الحالية ستبحث عدداً من الملفات الجوهرية، أبرزها القضية الفلسطينية في ظل المستجدات السياسية والميدانية وتداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والدور المطلوب من الإعلام العربي في دعم الموقف الفلسطيني ضمن الزخم الدولي المتصاعد.
ويشمل جدول الأعمال أيضاً تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي العربي، ومتابعة خطة التحرك الإعلامي، والخطة المرحلية لمكافحة الإرهاب، والخريطة الإعلامية للتنمية المستدامة 2030، إضافة إلى الاستراتيجية العربية للتربية الإعلامية والمعلوماتية، وخطة الإعلام البيئي، وملف التعامل مع كبريات الشركات الإعلامية العالمية.
كما تتناول الدورة قضايا تنظيمية عدة، من بينها تشكيل المكتب التنفيذي واختيار عاصمة الإعلام العربي لعام 2026، ومتابعة أعمال بعثات الجامعة العربية والمنظمات الإعلامية، إلى جانب بحث طلبات اكتساب صفة مراقب لعدد من المؤسسات الدولية.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس الهيئة العربية للبث الفضائي والرقمي محمد العضايلة أن مشاركة الهيئة في اجتماعات اللجنة الدائمة والمكتب التنفيذي تأتي في إطار دورها كشريك في تطوير المشهد الإعلامي العربي، وتعزيز أدوات التعاون المشترك، خصوصاً في مجالات التحول الرقمي وصناعة المحتوى وتوسيع الحضور العربي على الساحة الدولية.
وشدّد على أن المرحلة الراهنة تفرض ضرورة توحيد الرؤية الإعلامية العربية لمواجهة التحديات المتسارعة ودعم الرسالة المشتركة التي تخدم قضايا الأمة.
الجدير ذكره، أن وزير الإعلام المصطفى شارك أواخر الشهر الماضي في الملتقى الإعلامي العربي بنسخته الحادية والعشرين، الذي استضافته العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان “الإعلام والتنمية: شركاء الحاضر، تحالف المستقبل”، وذلك بحضور ورعاية الرئيس اللبناني جوزيف عون.
وفي إحدى الجلسات الحوارية، عرض الوزير مصطفى ملامح النموذج الذي تعمل وزارة الإعلام على ترسيخه لإدارة وتنظيم القطاع الإعلامي بشقيه الرسمي والخاص، بما يضمن صون حرية التعبير باعتبارها أحد أبرز مكتسبات الثورة السورية، ويرسخ السلم الأهلي ويواجه حملات التضليل.
وأكد أن الوزارة تطمح إلى تحويل سوريا إلى مركز إقليمي للصناعة الإعلامية، عبر توفير بيئة إعلامية صحية، تبدأ بخطوة أساسية تتمثل في إعداد مدوّنة سلوك إعلامي تُصاغ ضمن مسار تشاركي مفتوح أمام الجميع.
وعلى هامش الملتقى، عقد الوزير اجتماعاً مع رئيس المكتب الوطني للإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، وجرى خلال اللقاء بحث آفاق التعاون والاطلاع على أحدث التقنيات العالمية في مجالات الصناعة الإعلامية وأدواتها.