الثورة – عبير علي :
الفن كما التقنية، وكأنهما وجهان لعملة واحدة، في العديد من الحالات، لا يقتصر على التعبير عن أفكار جمالية بل يعكس تفاعلاً عميقاً بين الحس الفني والإبداع التكنولوجي. وهذا ما عمل عليه الفنان والمصمم رواد سعيد، الذي أسس لنفسه مكانة مميزة في عالم الفن الرقمي، خاصة في مجالات البورتريه و”الموشن غرافيكس”.

رحلة فنية حافلة بالإنجازات
منذ سنواته الأولى، بدأ سعيد رحلته مع فن البورتريه، الذي شكّل له مساحة خاصة للتأمل في الوجوه والملامح البشرية، يرى في الرسم وسيلة لفهم التفاصيل التي تعكس الروح الداخلية للأفراد، وهو ما يعبّر عنه بقدرته على نقل الأحاسيس والمشاعر عبر خطوط الفرشاة والظلال، لكن اهتمامه بالفن لم يقتصر على الرسم التقليدي وحسب، بل طور مهاراته في مجال “الموشن غرافيكس”، ليضيف بعداً جديداً لأعماله من خلال دمج الحركة والإبداع البصري المدروس.
أحد أبرز السمات الإبداعية لسعيد هي قدرته على نقل أفكاره باستخدام تقنيات حديثة، إذ يتقاطع عمله مع مجال الذكاء الاصطناعي، ويعتمد بشكل أساسي على تطوير تصاميم مبتكرة تمزج بين الجمالية الفنية والأدوات التكنولوجية المتطورة.
محطات فنية
حقق سعيد العديد من الإنجازات المهمة في مجال تصميم الهوية البصرية والإعلانات الترويجية، فقد قام بتصميم هوية معرض “سوريا هايتك”، وهو أحد أبرز معارض التكنولوجيا في سوريا، إلى جانب عمله على تصميم الهوية البصرية لمجلة فن وناس وبرنامج المسابقات الرمضاني “14”. ويتذكر سعيد فخوراً تجربته الأخيرة في معرض سوريا هايتك، قائلاً: “كان أحد أكبر التحديات التي واجهتها هو دمج الهوية السورية مع الطابع التكنولوجي الحديث في التصميم، ولكن النجاح الذي تحقق كان ثمرة تعاون رائع مع فريق مبدع”.
تصميم هوية سوريا هايتك
تعتبر مشاركة سعيد في معرض سوريا هايتك أبرز محطاته المهنية، فقد صمم الشعار الرئيسي للمعرض، والذي جمع بين الرمزية التكنولوجية والهوية الوطنية السورية، وتضمن هذا التصميم دمج حرفي “S” و “Y” في تركيب بصري يحاكي خريطة سوريا. وقد قوبل هذا التصميم بإعجاب كبير، مما أدى إلى اعتماده رسمياً من قبل وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات. عند الحديث عن تجربته في تصميم الحملة الإعلانية للمعرض، يقول سعيد: “كان لدينا تحدٍ في تقديم مشاهد بصرية مبتكرة تعكس التخصصات المتعددة للمعرض، مثل التحول الرقمي وأمن المعلومات، كانت الاستعانة بالذكاء الاصطناعي جزءاً من استراتيجية العمل لخلق محتوى بصري يتناغم مع أحدث الاتجاهات التقنية.” وقد تم إنتاج سلسلة من الفيديوهات التعريفية التي نشرت على منصات التواصل الاجتماعي للمعرض، حيث ساعدت على تعزيز الرؤية البصرية للهوية الجديدة بطريقة جذابة وفعّالة.

إبداع مستمر رغم التحديات
يحرص رواد سعيد على الحفاظ على خطه الفني الخاص في الرسم، رغم انشغاله بمجال الموشن غرافيكس، ويؤكد: “لا أريد أن أفقد الاتصال بالفن التقليدي، في كل مرة أتمكن فيها من الرسم، أشعر أنني أعود إلى جذوري، الفن البصري بالنسبة لي ليس مجرد مهنة، بل هو طريقة حياة.” ويواصل سعيد العمل في إنتاج المحتوى الإعلامي ويشارك في مشاريع متنوعة تعتمد على التفكير الإبداعي والتنفيذ الدقيق، يتطلع إلى المزيد من التجارب التي تجمع بين الفن والتقنية، مؤمناً بأن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق في كل مشروع بصري.
وفي الختام، استطاع الفنان رواد سعيد، بتعدد اهتماماته وتخصصاته، أن يدمج بين الفن والتقنية بشكل مبتكر، ليقدم للعالم تجارب بصرية تعكس عمقاً فكرياً وفنياً. في كل عمل يقدمه، يسعى سعيد إلى أن يكون أكثر من مجرد مصمم، بل فنان قادر على نقل الأفكار عبر صور وحركات تحمل في طياتها رسالة واضحة وعميقة.