الثقافة رسالة حياة

تحت هذا العنوان العريض أقامت وزارة الثقافة احتفاليتها بأيام الثقافة السورية لتجعل من الثقافة رسالة حياة.. وبرنامج فعالياتها الذي يجوب محافظات القطر يشتمل على أنشطة متنوعة، وغنية منها المعارض والورشات الفنية والتراثية، والمهرجانات الشعرية، والعروض المسرحية والسينمائية، والأمسيات الموسيقية، ومعرض كتاب، وغيرها.. كما خصصت للأطفال، واليافعين نصيبهم من كل هذه الأنشطة.

ونحن نعلم جيداً كيف أن الثقافة بعناصرها المختلفة تشكل هوية الشعوب، وتعبّر عن تجاربها، وآفاق مستقبلها، إذ إنها ليست مجرد مجموعة من تقاليد، وعادات، وإرث مدون، بل هي رسالة عميقة تحمل في طياتها معاني الحياة بكل أشكالها.. وهي جسر يربط بين الشعوب، كما بين الأجيال حيث تنتقل المعرفة، والفنون، والمعتقدات من جيل إلى آخر في هذا السياق، وهذا من شأنه المساهمة في فهم الآخر، وتقبل الاختلاف.

أما اللغة وهي تعتبر جزءاً أساسياً من الثقافة، وهنا تجدر الإشارة إلى ورشات الخط العربي التي أفردت لها الوزارة مساحة من فعالياتها، فهي ستبقى أبداً وسيلة التواصل التي تعبّر عن الأفكار، والمشاعر من خلال الفنون، والأدب شعراً ونثراً، والثقافة ليست ثابتة على الدوام بل هي كما اللغة كائن حي يتطور مع الزمن، ويتفاعل مع الأحداث التاريخية، والاجتماعية، ويستجيب للتغيرات العالمية.. ومادمنا قد بتنا في عصر العولمة، والهيمنة الثقافية الغربية التي تسعى لتهميش الهويات المحلية فقد أصبح للثقافة دور حيوي في مقاومة هذه الهيمنة، وتأكيد هويتنا الثقافية الفريدة.. كذلك أصبحت الثقافات تتداخل، وتتفاعل فيما بينها بطرق غير مسبوقة تعكس التنوع الغني للإنسانية عموماً.

والثقافة السورية هذه متمثلة بالجهة التي تقوم على رعايتها تعي تماماً أنها ليست مجرد استهلاك فني، أو معرفي بل هي فعل مقاومة، ووسيلة للحفاظ على الهوية في وجه التحديات.. فعندما يُراد طمس هوية شعب ما تصبح الفنون، ومعها الأدب رموزاً للصمود، والمقاومة، والتعبير عن الحق في الوجود، ووسيلة للدفاع عن النفس.

وعندما يتجلى دور الثقافة في تشكيل الوعي الجمعي فإن قيم التسامح، والتفاهم تصبح أقرب إلى استيعابها، وممارستها بما يخلق مساحاتٍ للحوار بين أبناء المجتمع الواحد كما بين المجتمعات المختلفة، وبين الشعوب في عالم بات يتسم بالصراعات، والانقسامات، إن لم نقل بالحروب، والدمار، لتغدو الثقافة وسيلة للتفاهم بدلاً من النزاع.

هذا العنوان (الثقافة رسالة حياة) هو دعوة للانفتاح على الآخر، والاحتفاء بالتنوع، وتقدير الجمال في كل صوره مادامت ثقافتنا الغنية التي تعكس تجاربنا وتاريخنا تشكل مرآة لصورتنا الإنسانية.

فالفنون، والأدب هما من أقوى أدوات التعبير عن الواقع، والمقاومة من خلال الشعر، والمسرح، والرواية، كما الموسيقا، والفن التشكيلي.. وفي عصر التكنولوجيا، وذيوع وسائل الإعلام، ووسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي بات بالإمكان من خلال هذه الوسائط ومنصاتها الرقمية تعزيز الهويات الثقافية، والوصول إلى جمهور عالمي، كما تنمية قدرة المجتمعات على التعبير عن نفسها، ومقاومة الهيمنة الثقافية بآنٍ معاً.

الثقافة هي نافذة الروح الإنسانية.. فعندما نتحدث عنها فإننا نتحدث عن كل ما يخص إنسان هذه الأرض من أفكار، ومعتقدات، وقيم، وعادات، وتقاليد، وفنون، وآداب.. إنها كل ما يجعلنا نفكر، ونبدع، ونبتكر.. كما إنها الوعاء الذي يحمل تراكم المعرفة عبر العصور، والموروث الذي ينتقل إلى الأجيال القادمة.. فهي بالتالي ليست ترفاً، وإنما ضرورة حيوية لأي مجتمع يسعى إلى الحياة بكرامة، وعزة، وتأكيد هويته الفريدة، وهي في الوقت ذاته النسيج الذي يربط بين الأفراد، والمجتمعات، ذلك لأنها أسلوب حياة يعكس القيم والموروثات الفكرية التي تحدد هوية الإنسان، وهي ما يشكل سلوك أبناء المجتمع الواحد متمثلاً بطريقة عيشهم… فالتحية لوزارة الثقافة ولما تقدمه من جهود ترتقي من خلالها بثقافة الأفراد، والجماعات كباراً، وصغاراً.

وثقافتنا هي اللغة التي نتحدث بها، والأفكار التي نؤمن بها، والقيم التي نحيا من خلالها.. فهل تساءلتم يوماً عن مدى تأثير الثقافة على حياتنا؟

 

 

آخر الأخبار
تشكل محطةً فارقةً في مسار العلاقات .. الشيباني يصل إلى واشنطن في زيارة رسمية وصول أول باخرة تحمل 50 ألف طن من الأرز قادمة من الصين.  بدعم أردني – أميركي.. الخارجية تعلن خريطة طريق شاملة لإعادة الاستقرار إلى السويداء  "نحو إنتاج زراعي اقتصادي".. في ورشة عمل بحمص  زيارة ميدانية ودعم لاتحاد الشرطة الرياضي  سوق المدينة يعود إلى " ضهرة عواد " بحلب  "وجهتك الأكاديمية" في جامعة اللاذقية.. حضور طلابي لافت وفد سعودي في محافظة دمشق لبحث فرص الاستثمار بتخفيضات تصل إلى 50 بالمئة.. افتتاح معرض "العودة إلى المدارس " باللاذقية أردوغان: ملتزمون بدعم وحدة واستقرار سوريا  الذهب يواصل ارتفاعه محلياً وعالمياً والأونصة تسجل 42.550 مليون ليرة سوريا: مستعدون للتعاون مع "الطاقة الذرية" لمعالجة الملفات العالقة التأمين الصحي.. وعود على الورق ومعاناة على الأرض "تجارة ريف دمشق" تبحث مع شركة تركية توفير الأدوية البيطرية   قرار ينصف المكتتبين على مشاريع الإسكان مراقبون تموينيون جدد .. قريباً إلى الأسواق  جاليتنا في "ميشيغن" تبحث مع نائب أميركي الآثار الإنسانية للعقوبات  "الشيباني والصفدي وباراك" يعلِنون من دمشق خطة شاملة لإنهاء أزمة السويداء 4 آلاف طن  إنتاج القنيطرة من التين خطاب يناقش مع لجنة التحقيق بأحداث السويداء المعوقات والحلول