الثورة – صالح العويتي:
احتضن نادي المحافظة بعد ظهر اليوم فعاليات مهرجان الطفل الثقافي، بمناسبة يوم الطفل العالمي، تحت رعاية وزارة الثقافة ومديرية ثقافة الطفل ومحافظة دمشق، وسط حضور ثقافي وجماهيري كبير.
أكد مصعب بدوي معاون محافظ دمشق خلال الافتتاح، أهمية الاستثمار في الأنشطة الثقافية بوصفها عنصراً أساسياً في دعم مهارات الأطفال وتعزيز قدراتهم. وقال: إن ” طفلنا، رغم سنوات الألم والتحدي، لا يزال قادراً على أن يبتسم ويحلم ويرسم مساراً لغد أجمل” ، معتبراً المهرجان عهد محبة وميثاقاً ومسؤولية نقرّ فيه أن ثقافة الطفل ضرورة لبناء جيل المستقبل على مختلف الصعد”.
وأشار بدوي إلى أن كل طفل في سوريا هو مشروع إنجاز، موضحاً أن الأنشطة الثقافية تشكّل ركيزة في بناء العقل والجسد معاً.
ورسم صورة لدمشق نظيفة، آمنة، مزدهرة، تحمل في كل ركن شجرة قراءة، وفي كل ساحة مسرحاً للفرح والفنون. معتبراً أن إعادة إعمار الحجر تبدأ أولًا من الطفل وتنمية وعيه، كما شدد على أهمية تعاون جميع الوزارات من أجل مستقبل أطفال سوريا.

مهرجان يغطي كل سوريا
من جهته، أوضح زهير شاويش، مدير ثقافة الطفل، أنّ المهرجان يُقام هذا العام بتوجيهات من وزارة الثقافة ليشمل مختلف الجغرافيا السورية، مؤكداً أن الفعاليات تمتد على مدار سبعة أيام في دمشق وريفها.
وأضاف في تصريح لـ “الثورة” أن المهرجان يجمع بين المتعة والفائدة عبر 14 ركناً تتنوع بين التراث والآثار والقراءة والكتابة والحكواتي والتراث القديم، إضافة إلى عروض مسرحية من بينها مسرحية “سوريتي ثورتي” التي تقدم سردية الثورة السورية بلغة مبسطة تناسب خيال الأطفال.
تفاعل وفرح
تخللت المهرجان نشاطات فنية ومسرحية جمعت عشرات الأطفال وأسرهم ضمن أجواء احتفالية أعادت للفن دوره كمساحة آمنة وملهمة.
ورافق الفعاليات عدد من الأنشطة الحركية والترفيهية التي لاقت تفاعلًا واسعاً.
يقول رناد معمر، مدرب الألعاب الحركية وعضو في فريق تطوعي يعمل بالتعاون مع مديرية ثقافة الطفل، إن نشاطاتهم تستهدف الأطفال حتى عمر ١٣ عاماً، مشيرة إلى حماس كبير ورغبة واضحة لدى الأطفال في المشاركة ، مؤكداً أن هدف الفريق هو “إرضاء شغف الطفل أولاً”
أما رانيا صقر، مدرّبة ورشة الزخرفة العجمية، فترى أن فضول الأطفال ورغبتهم بالاكتشاف يجعلان من هذه الورش خطوة أساسية للتعرف على الحرف التراثية، مشددة على أهمية الحفاظ عليها كموروث شعبي من خلال مثل هذه المهرجانات.
وفي مجال الأنشطة التراثية، قدّم فاروق سايس مشروعاً تفاعلياً يعرّف الأطفال بالمواقع الأثرية عبر لعبة تعليمية تدمج المتعة بالمعلومة، وتساعدهم على تطوير التركيز وفهم أساسيات العمارة والتراث.
يقول سايس: “هذا المشروع مهم، وأسعى من خلال اللعب إلى غرس تراث بلدي في عقول وقلوب الصغار”.
كما شاركت شركة سبيستون بعروض موجهة للأطفال، بينها مسابقة “تحدي الحروف” ومسرحية “مملكة البلاغة”.
وتهدف بحسب الكاتب المسرحي زيد سبيعي إلى تعزيز تعلم اللغة العربية عبر عروض ترفيهية لاقت تفاعلاً واسعاً من الأطفال، مؤكداً أن اللغة العربية جزء أساسي من تعزيز ثقافة الطفل.
وفي مبادرة تُقام للمرة الأولى، شهد المهرجان تنظيم ماراثون ثقافي تفاعلي يجمع مهارات فكرية وجسدية في تجربة فريدة من نوعها .

فضاء جديد.. ورؤية تمتد
يؤكد القائمون على المهرجان أن هذه الفعالية تسعى لتأسيس علاقة جديدة بين الطفل والثقافة، تتجاوز الطابع الاحتفالي إلى بناء برامج مستدامة تعزز دور الطفل في المجتمع وتواكب المستقبل.
وأشارت مديرية ثقافة الطفل إلى أن الخطة الموضوعة لعام 2026 تحمل رؤية وطنية تهدف إلى تعزيز الذائقة اللغوية، وتنمية الوعي المجتمعي، وترسيخ قيم المواطنة والمسؤولية منذ الصغر.
يُذكر أن فعاليات المهرجان تمتد لسبعة أيام، تشمل دمشق وريفها، وتصل إلى مناطق مثل: دوما ويبرود ودير عطية وداريا، على أن ترافقها فعاليات إضافية في مختلف المحافظات السورية.