الثورة – محمد الحريري:
أعلنت منظمة اليونسيف عن تعيين الفنان قيس الشيخ نجيب أول سفيرٍ وطنيٍ لها في سوريا، وذلك تزامنًا مع اليوم العالمي للطفل. جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم أمس في دمشق، بجلسةٍ رسميةٍ شهدت توقيع الاتفاق بحضور ممثلي المنظمة وعدد من وسائل الإعلام، قبل الانتقال إلى حوارٍ مفتوحٍ أجاب فيه قيس عن أسئلة الصحفيين حول طبيعة دوره الجديد.

وأكّد قيس في بداية حديثه أن المنصب بالنسبة له ليس موقعًا فخريًا، بل مسؤولية تتطلب العمل الجاد لإيصال صوت الأطفال وتسليط الضوء على قضاياهم. وأضاف: “سيكون حضوري الفني هو الوسيلة لإيصال صوت الطفل في سوريا ولرفع الوعي بالقضايا المرتبطة بالطفولة”، سواء عبر أعماله الدرامية أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به. كما أشار إلى أنه سيستثمر قدرته على مخاطبة الجمهور الدولي باللغة الإنجليزية لإيصال رسالة الأطفال السوريين إلى دوائر أوسع.
وفي ردّه على سؤال حول إمكانية إدراج قضايا الطفولة في الأعمال الدرامية، شدد قيس على أن الأمر مرتبط بصناع الدراما والشركات المنتجة، لكنه أبدى استعداده للتعامل مع أي مشروع يسلط الضوء على واقع الأطفال في سوريا ويدعم حقوقهم، معتبرًا أن الفن يلعب دورًا أساسيًا في تشكيل الوعي المجتمعي.
من جانبها، أكدت نائبة ممثل اليونسيف في سوريا، “زينب آدم”، خلال المؤتمر أن تعيين السفير خطوة تهدف إلى تعزيز التواصل مع المجتمع المحلي. كما نوهت إلى أن دور السفير ليس شكليًا كما يعتقد البعض، بل يتكامل مع أعمال المنظمة وأهدافها، مشيرة إلى أن المشاركة في الحملات التوعوية ودعم المبادرات المتعلقة بالصحة والتعليم والحماية هي من أبرز واجبات سفير اليونسيف في سوريا.
كما تناولت الجلسة أسئلة تتعلق بطبيعة الصلاحيات الممنوحة للسفير، حيث أوضحت آدم أن الشراكة مع الشخصيات العامة تعتمد على التأثير المجتمعي وليس على المهام الإدارية، مؤكدة أن وجود شخصية معروفة كقيس الشيخ نجيب من شأنه أن يعزز قدرة المنظمة على الوصول إلى فئات جديدة وتوسيع دائرة الاهتمام بقضايا الأطفال.
يأتي هذا التعيين خطوة لافتة في المشهد الإنساني في سوريا، ضمن سعي اليونسيف لتعزيز حضورها المجتمعي عبر الاستعانة بشخصيات مؤثرة، قادرة على دعم برامجها ونقل رسائلها، في وقت ما يزال فيه الأطفال يواجهون تحديات معقدة ومتعددة.