الثورة – ترجمة رشا غانم:
قد تبدو فكرة العيون المزروعة في طبق مختبري مثل الخيال العلمي، ولكن العلماء اقتربوا من الخطوة الأخيرة من العلاج لشكل رئيسي من أشكال العمى.
حيث ابتكر العلماء في جامعة كوليدج لندن أول شبكية اصطناعية في المختبر من أطفال يعانون من حالة تسمى متلازمة أوشر.
يبدو أن العيون الصغيرة لديها بؤبؤ، على الرغم من أن هذا مجرد صبغة في شبكية العين.
وقدم استخدامها في دراسة متلازمة أوشر دليلاً جديداً مهماً على الخطأ الذي يحدث في العين للتسبب في تنكس الشبكية – وهو سبب رئيسي للعمى حيث تموت خلايا استشعار الضوء.
يمكن أن يساعد هذا أشخاصاً كثيرة معرّضين لخطر العمى من الحالات الموروثة، ويوفر الأمل للكثير من كبار السن الذين يعيشون مع التنكس البقعي المرتبط بالعمر، وهو السبب الأكثر شيوعاً لفقدان البصر الشديد لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
هذا وأخذت الدراسة خلايا الجلد من المرضى الصغار الذين يعانون من مرض وراثي نادر -متلازمة أوشر، وأعادوا برمجة خلاياهم لإنشاء خلايا جذعية، والتي يمكن أن تصبح أي خلية في الجسم.
وقام الباحثون بتقليد العمليات التي شوهدت عند الأطفال في الرحم، على مدى تسعة أشهر في المختبر، للحصول على سبعة أنواع من الخلايا لتشكل نمطاً دقيقاً، ولتصبح شبكية صغيرة – الطبقة الرقيقة حول مقلة العين التي تكتشف الضوء.
سمح ذلك للباحثين برؤية الخطأ الذي يحدث في متلازمة أوشر، وهي مرض وراثي يؤدي إلى العمى وفقدان السمع. وتلعب خلايا تسمى خلايا مولر دوراً مهماً، حيث تتقاطع شبكية العين وتوفر الطاقة للعيون.
يضيف الاختراق إلى الأدلة المتزايدة على أن خلايا مولر متورطة في جميع أنواع تنكس الشبكية، ربما لأنها تتضرر في بعض الأشخاص، ولا تدعم بشكل صحيح خلايا استشعار الضوء في شبكية العين.
ومن جهتها، قالت جين سودن، أستاذة علم الأحياء التنموي وعلم الوراثة، وهي مؤلفة رئيسية لدراسة العين:” القدرة على استخدام العيون الصغيرة هو اختراق في هذا المجال، والذي تعمل عليه العديد من الفرق العلمية”، مضيفةً :” أعتقد أنه في غضون 10 سنوات، سيكون من الممكن عكس العديد من حالات العمى الموروث.”
إذا كانت خلايا مولر مهمة في متلازمة أوشر، فمن المحتمل أن تكون مهمة في أنواع مختلفة من تنكس الشبكية.
هذا يعني أنه يمكن أن يلعبوا دوراً في الأمراض الأخرى التي تنطوي على تنكس الشبكية، مثل التنكس البقعي المدمر لمرض العين المرتبط بالعمر، والذي يصيب واحداً من كل 40 شخصاً فوق سن 50.
هذا ويأمل العلماء في المستقبل في تطوير أدوية يمكن أن تمنع العمليات في العين. حيث يمكن استخدام المزيد من العيون الصغيرة لاختبار هذه العلاجات.
المصدر: ديلي ميل
التالي