الثورة – ترجمة ختام أحمد:
لطالما كانت كرة القدم سارقة الأضواء وشغف الناس وشاغلتهم عبر العالم أجمع حتى في زمن الحروب.
كان عام 1986 من أفضل وأجمل نسخة من كأس العالم عندما فازت الأرجنتين على انكلترا بهدفين رائعين، حينها لم يكن يتدخل قادة الناتو ويسيئون استخدام الرياضة وكرة القدم خاصة، ويدخلونها في خضم الصراعات السياسية.
يقول كاتب المقال ديكلان هايز: انتقل إعجابي من مارادونا وأوزيبو وبيليه إلى آخرين ليسوا من الفئة نفسها، مثل ماريانا نوموفا (بطلة روسية برفع الأثقال ٢١ عاما)، وكاميلا فالييفا (بطلة في التزلج على الجليد ١٦ عاما) على رأس قائمة الأبطال المعجب بهم.
والآن وقبل انطلاق بطولة كأس العالم في قطر 2022 بأيام قليلة، فتاة سورية تبلغ من العمر سبع سنوات تخطف الأضواء من البطولة، وتحتل الصدارة الإعلامية والمكانية، تدعى شام البكور التي قادتها والدتها للفوز بمسابقة ثقافية في أبو ظبي وهي مسابقة القراءة بالعربي.
ويتابع: قد يكون لدى قطر الآن ميسي ورونالدو ودي بروين وبيكهام وغاري نيفيل لتسليط الضوء عليهم والإعجاب بهم، لكن شام البكور لديها قلوب مئات الملايين من العرب والعديد منا في صفها ودعمها.
فيما يتعلق بكأس العالم نفسها ليس هناك الكثير مما يمكن قوله ولم يقل، وبرأيي الشخصي ورأي الكثيرين حاول الناتو بشكل كبير جعل روسيا غير مستحقة لاستضافة مثل هذه الأحداث، والآن يتدخل الناتو وينتقم من خلال الرياضة وإدخالها بالصراعات السياسية والعسكرية البعيدة عن الروح الرياضية ويسمح ( لبعض الجراء) مثل السويد وبولندا أن يصروا على طرد روسيا من المجموعة الثامنة من منافسات كأس العالم، فهم مجموعة متنوعة من أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي.
لقد بدت التدخلات السياسية في عالم كرة القدم واضحة للجميع فليس بالضرورة أن ينتصر الفريق الأفضل إذا قرر الناتو، في الرياضة، كما هو الحال في كثير من الأمور الأخرى فإن قادة الناتو هم هتلر عصرنا حيث يسيئون استخدام الرياضة لأغراضهم الخاصة، وبالرغم من أن كل ما يمكن أن يفعله الناتو الآن هو تجهيز بطولاته الخاصة لصالحه وإظهار أنه الفائز النهائي، إلا أن روسيا من خلال استبعادها بشكل غير عادل قد حققت انتصاراً أخلاقياً هائلاً في قطر 2022.
وحتى لا يتفوق عليه أسيادهم من حيث الافتقار إلى الروح الرياضية، طالب الرايخ الأوكراني في حلف الناتو، وفقًا لشعورهم الجامح بالمشاركة وتسليط الأضواء عليهم في الاستحقاق العالمي، طالب أن يحل فريقهم محل إيران في النهائيات على الرغم من أن إيران تأهلت عن القسم الآسيوي وليس القسم الأوروبي من المنافسة.
تخيل أن يُسمح “لإسرائيل”، سيئة السمعة والأخلاق والروح الرياضية السيئة، بالمنافسة بحرية ووضعها في المجموعة نفسها مع إيران التي يحمل فريقها الوطني آمالاً ليس فقط لجميع الإيرانيين، ولكن لجميع الشعوب المحبة للسلام في جميع أنحاء العالم المتحضر .
على الرغم من أن كرة القدم لعبة مدتها 90 دقيقة، إلا أنها أيضاً تدخل عالم المال والمراهنات في جميع دول العالم، إلا أن وكلاء المراهنات المفضلين والموثوق بهم القدامى في البرازيل وفرنسا والأرجنتين، يدفع الكثير من المال في المراهنات وبعدها تفوز ألمانيا دائماً كما يريد الناتو.
بعيداً عن المشاحنات والتدخلات السياسية الطويلة للناتو مع إيران وغانا والسنغال وصربيا والإكوادور وتونس، تبقى بعض اللقطات الجميلة، وبالتأكيد ليس مقارنة بالمسار الرائع الذي حققته سورية في عام 2018 التي كان يفصلها مباراة واحدة عن التأهل كما البرتغال في عام 1966، ومارادونا عام 1986.
على الرغم من أننا لن نشهد مرة أخرى لاعباً من عيار مارادونا، لكن تشير تضحيات وإنجازات شام البكور وكاميلا فالييفا وماريانا نوموفا إلى أنه قد تكون هناك أيام أفضل ووجود أبطال جدد في المقدمة ونرفع لهم القبعة والسلام.
المصدر: استراتيجيك كالتشر