من منّا لاتدغدغ عواطفه ومشاعره هذه العبارة إذا ما حصل معه موقف أو حادثة تستدعي أن يكون أحد بجانبه، يؤازره ويعينه على النجاة والسلامة والمواساة وقت الشدة.
في عرفنا الاجتماعي والإنساني اعتدنا على سمو القيم وعلو المبادىء النبيلة، والتي كانت جزءاً أساسياً من السلوك والفعل لأيام وسنوات خلت كنا نتغنى بها.
اليوم اختلف المشهد وباتت الصورة رهينة السبق للحدث إذا ماحصل بأي شكل من الأشكال.
فكم كان مؤلماً على سبيل المثال لا الحصر ماحصل عند غرق المهندسة داؤود في أوحال الشّتاء التي عبث بمصافيها الإهمال وعدم وجود إشارات الدلالة لمكمن الخطر، ما دفع شقيقها لاستجداء الناس المارة والمحيطين للمساعدة فكانت الاستجابة لقلة قليلة من أهل الخير، فيما البعض الآخر همه التقاط الصور بالأجهزة الخلوية لتوثيق معاناة الموت المحتم في وقت غياب الضوء والنور وحلول الظلام.
لعلّ الصورة مهمة جداً لتوثيق الحدث لكن الأهم هو عامل الوقت والزمن من حيث السرعة والمروءة والتضحية في استثمار اللحظة لنجاة الضحية التي هزت ضمير السوريين، وحزن لمصيرها الكثير الكثير من أبناء هذا المجتمع.
هي واحدة من عشرات الحالات لحوادث مختلفة حصلت هنا وهناك وحوادث سيارات هرب بعض مسببيها من المساءلة بالسّين والجيم.
إن المسؤولية الأخلاقية تحتم على الجميع أن يتقن الفرد، والمؤسسة، والجماعة، أي عمل يكلفون بإنجازه صغرت أو كبرت مساحته من دون ترك رتوش وشوائب لايحمد عقباها، حيث لا ينفع الندم والأسف.