ما تقوم به التنظيمات الإرهابية على مختلف مسمياتها في الشمال السوري من أعمال إجرامية واعتداءات على المدنيين وبعض نقاط الجيش العربي السوري وبأوامر وإشراف من الاستخبارات التركية يؤكد أن تركيا كانت وما تزال ترعى الإرهاب، وإذا كانت الضامن في محادثات أستانا فهي ضامن على ما يبدو لاستمرار الإرهاب ونشره في الشمال السوري عبر الدعم اللامحدود الذي تقدمه للإرهابيين ولاسيما لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي الذي يواصل إجرامه وخرقه لمخرجات محادثات أستانا.
اعتداءات تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المستمرة أكدته وزارة الدفاع الروسية التي أعلنت أن هذا التنظيم قام بثمانية اعتداءات خلال اليومين الماضيين في منطقة خفض التصعيد بحماة واللاذقية ومناطق إدلب المحررة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن استراتيجية حكومة العدالة والتنمية برئاسة أردوغان هي استمرار الإرهاب والفوضى وأيضاً الإمعان في المراوغة والتضليل والتهرب من اتفاقيات ومخرجات محادثات أستانا التي وقع عليها وهو بذلك يؤكد نفاقه السياسي وهواجسه العثمانية.
مايقوم به تنظيم جبهة النصرة الإرهابي من إجرام بحق المدنيين يشابه تماماً ماتقوم به قوات الاحتلال التركي من إجرام ضد الإنسانية، فقد دهست مدرعة تركية طفلة عمرها سبع سنوات وجدتها دون وازع إنساني أو أخلاقي أو أي اعتبار للقيم الإنسانية الأمر الذي يؤكد أن جبهة النصره الإرهابية وقوات الاحتلال التركي وجهان للإجرام والإرهاب ونشر الفوضى، وكل ذلك وسط صمت دولي كصمت القبور على هذه الجرائم الذي يندى لها جبين البشرية بينما رأينا الغرب الاستعماري والولايات المتحدة الأميركية تشن الحملات الإعلامية الكبيرة ضد إيران لمقتل فتاة إيرانية، وهذا يشير إلى موافقة الغرب على الإجرام التركي وإرهاب جبهة النصره في سورية.
الإرهاب الذي تدعمه تركيا سيتمدد ولن يبقى حبيس الجغرافيا السورية، وإنما سيطول داعميه وصناعه ولن يحقق لنظام أردوغان الإخواني أوهامه العثمانية بالتوسع والسيطرة وذلك بفضل استراتيجية الجيش العربي السوري الذي أكد من خلالها أنه لن يتخلى عن ذرة تراب وسوف يطهر كل شبر من أرض سورية الحبيبة مها اشتدت المؤامرات وبلغت التضحيات.