حمص – رفاه الدروبي
أتقن الحرفي سامي النداف صنعته في النول اليدوي عبر إنجاز قطع جميلة وفريدة تحمل الكثير من الأسرار، نسجتها أنامله بخيوط حرير ممزوجة بالقصب لحرفة توارثها عن أبيه منذ طفولته المبكرة فأسس نولاً خاصاً به ليطلق عليه أصغر نوال في مدينة حمص.
استمر واقفاً خلف نوله حوالي ستة عقود وكان يمتلك ثلاثة أنوال في حي الحميدية ضاعت أثناء الحرب ولم يستطع نقل إلا واحداً منها ويقدر عمره بمائة عام.. وفي حديثه لصحيفة الثورة أشار إلى أن النول آلة قديمة تطورت عبر الزمن لصناعة المنسوجات التقليدية، مؤكداً أن النول الحمصي يمتاز عن غيره في باقي المحافظات بعدد المكوك والرسوم المميزة لتصنيع أغطية المفروشات والشراشف والمناشف والعبي، إضافة إلى الصايات وهي لباس حمصي يترافق بالحطة التي توضع على الرؤوس، وتميزت كل منطقة بنقشاتها الخاصة إضافة إلى العبي والبسط والسجاد.
وفيما توغل في ذاكرته عن الحرفة يقول : “عندما كانت هذه الحرفة منتعشة في السوق المحلية بلغ عدد العاملين فيها حوالي ١٠ آلاف عامل يتناوبون على ٤٠٠٠ نول” موضحاً أنَّ بلدة الزارة قرب تلكلخ غربي المحافظة كانت أشبه بمعمل للسجاد وتضمُّ أكثر من ٢٠٠ نول يدوي وتنتج ما يزيد عن ٦٠٠٠ قطعة شهرياً ويعمل فيها أكثر من ٤٠٠ عاملة.. وختم حديثه حول كيفية شراء المواد الأولية المؤلفة من خيوط القصب والحرير فأغلبها موجودة في السوق المحلية حيث يتركز الحرير في منطقة الدريكيش ومعمل طرطوس.