الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
قاص روائي وناقد سينمائي وباحث في الأثار صفات اجتمعت في الدكتور المهندس نزيه بدور الذي تألق على منبر فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب من خلال محاضرة بعنوان”الهوية السورية في الفنون والعمارة التدمرية” بحث فيها السمات السورية في الفنون والعمارة التدمرية، بحضور عدد كبير من رواد الاتحاد وأعضائه وأعضاء جمعية العاديات.
تناول بدور بداية لمحة تاريخية عن مدينة تدمر فهي مملكة سورية آرامية تستخدم اللغة الآرامية تشوبها بعض الكلمات العربية بالإضافة للغة اليونانية..
حاول من خلال بحثه إثبات الهوية المشرقية (السورية)، للحضارة التدمرية التي أنتجت فنوناً تتناغم مع السائد في ذلك العصر ومتناغمة مع منجزات التطور الحضاري الإنساني في الشرق والغرب بنتيجة التفاعل التجاري والثقافي مع المحافظة على البصمة المحلية كوريثة لحضارات متتالية على أرض سورية.
وأشار إلى أن أهم مؤشر على تطورها وتألق الحضارة هو مكانة المرأة مثل الملكة زنوبيا، فتدمر هي زنوبيا وزنوبيا هي تدمر،وكذلك كانت بلقيس وسمير ميس وكليوبترا وغيرهم، نتاج طبيعي لسيرورة تاريخية حضارية.
أما عن سورية في الألف الثالث قبل الميلاد في عام (2260ق م) تم غزو وتدمير مدينتي ماري وإيبلا على يد سرجون أكد، أما في الألف الثاني قبل الميلاد عادت حضارة ماري وايبلا إلى الازدهار، لتظهر مدينة قطنة قي حمص الحالية على موقع المشرفة، إلى أن دمر حمورابي ماري عام 1750ق م.
وفي ثلاثينيات القرن العشرين عثرت بعثة فرنسية على مملكة ماري على يد اندريه بارو، وعثر فيها على أكثر من 25000 من الألواح الطينية باللغة الأكادية مكتوبة بالخط المسماري، تعود لحوالي 1800-1750 ق م، بنيت مدينة ماري وفق مخطط عمراني متطور ودقيق، فيه منشآت مائية وملاحية كمرافق للمدينة.
أما آثار ايبلا فاكتشفت على يد بعثة أثرية إيطالية عام 1975، حيث عثر في موقع ايبلا “تل مرديخ” على 17500رقيم بلغة إيبلا تعود لعام 2250ق م مكتوبة بالخط المسماري.
وأشار إلى اكتشاف أوغاريت في عام 1926 على يد كلود شيفير، ولديها 30حرفا وهي بذلك أكمل الأبجديات وأكثرها شمولا على الإطلاق، وقد كتب فيها أول نوطة موسيقية في التاريخ.
أما في عام 333ق م فدخلت جيوش الإسكندر المقدوني سورية بعد هزيمة داريوش الفارسي في إيسوس “كيليكية ، شمال “، وبعد موت الإسكندر الإمبراطورية السلوقية أدخلت الثقافة إلى سورية وسائر المنطقة ،ووطنتها.
حيث كانت كل مدينة سورية تتمتع بالماء النقي والحمامات العامة إضافة إلى الحدائق “حديقة دفنى في انطاكية” وساحات التنافس الرياضي والألعاب ومدرجات المحاضرات والموسيقا والمدارس والهياكل والأروقة المعمدة والتماثيل العامة.
وتناول “بدور” الجذور الثقافية السورية للحضارة التدمرية فهي مهد الديانات حيث جاء في الموسوعة الفرنسية:
الإله “حدد” سيصبح الإله زيوس – ليونانيي العصر الهيليني، ثم الإله جوبيتر للرومان، وبهذا الاسم ستمتد عبادته إلى كل المقاطعات.
وتحدث عن فن بناء المدن السورية في مرحلة الحكم الروماني: عندما بدأت مرحلة الحكم الروماني 64ق م كانت سورية قد وصلت إلى درجة مرموقة في تنظيم المدن وغدت مدن مثل أنطاكية ودمشق وأفاميا وتدمر ذات شهرة عالمية.
