الثورة – رشا سلوم:
أينما كان الأدب وكيفما كان لا قيمة له إن لم يكن الإنسان موضوعه وغايته وهدفه الذي يعمل من أجله ومن أجل تحقيق حياة أفضل وأجمل، والرواية أوسع أدوات الأدب والإبداع في ذلك.
في هذا المنحى ومن الاتجاه الإنساني الجمالي لرواية حياة باي التي صدرت حديثاً وضمن سلسلة “الكتاب الإلكتروني” عن “المشروع الوطني للترجمة” تأليف: يان مارتل. ترجمة: جهاد حسن الباروكي. مراجعة: د. أماني العيد.
وفي تفاصيلها رواية تتحدث عن حياة الطفل “باي” وصراعه من أجل البقاء بعد غرق السفينة التي كان يركبها في المحيط الهادئ، وبرفقته نمر بنغالي؛ إنها مغامرة طفل شائقة تفوق مجرد وصف الأشياء والمعلومات، وتكوين الاستنتاجات والمواقف إلى متعة السرد؛ خيالية في أحداثها كونها تتطرق إلى قضايا روحانية وعلمانية، مشوقة في تفاصيلها لأنها تزيل الحدود بين الإنسان والحيوان. ختاماً تسلط الضوء على العديد من المواضيع بينها: التسامح الديني، الإيمان بالله، والاعتراف بالطبيعة، وغريزة البقاء، إضافة إلى الصراع بين الدين والعلم.
رواية (حياة باي)، تأليف: يان مارتل. ترجمة: جهاد حسن الباروكي. مراجعة: د. أماني العيد، صادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022.
محطات في حياة المؤلف
ولد مارتل في مدينة شلمنقة في إسبانيا. التحق في شبابه في المدرسة الثانوية الداخلية في بورت هوب في مقاطعة أونتاريو الكندية. ونشأ في كل من كوستا ريكا وفرنسا والمكسيك وكندا. وقضى مارتل وقتاً في إيران وتركيا والهند، ودرس الفلسفة في جامعة ترنت في مدينة بيتربورو في أونتاريو، وقضى 13 شهراً في الهند يرتاد المعابد والكنائس والمساجد وحدائق الحيوانات، ثم قضى سنتين في قراءة الكتب الدينية وقصص الضياع. وصدر أول عمل أدبي له في عام 1993 تحت عنوان «سبع قصص».
صدرت رواية مارتل حياة باي في عام 2001 وحازت على جائزة المان بوكر عام 2002 وتم اختيار الرواية من الكتب التي يجب قراءتها في برنامج سباق الكتب في نسخته الكندية على راديو سي بي سي عام 2002. وكذلك حصل على ذات الاختيار في النسخة الفرنسية من البرنامج عام 2004.
وأمضى مارتل عاماً في مدينة ساسكاتون في مقاطعة ساسكاتشوان منذ سبتمبر 2003 ككاتب مقيم في المكتبة العامة، وتعاون مع الملحن عمر دانيال المقيم في المعهد الموسيقي في تورونتو في عمل القطعة الموسيقية «أنت حيثما أنت» التي تستند على نص كتبه مارتل، وتحتوي على أجزاء من محادثات هاتفية أُخذت من لحظات يوم عادي.
وأعلنت جامعة ساسكاتشيوان في نوفمبر 2005 أن مارتل سيكون أستاذاً في الجامعة وهو لا يزال فيها إلى اليوم.
روايته بياتريس وفيرجيل تناولت قضية المحرقة، وشخصياتها الرئيسية هما حيوانات محنطة (قرد وحمار) في متجر للتحنيط.
من 2007 إلى 2011، عمل مارتيل في مشروع عنوانه ما هي قراءة ستيفن هاربر؟، حيث يبعث لرئيس وزراء كندا كتاب واحد كل أسبوعين يرمز إلى «السكينة» ترافقه مذكرة تفسيرية. كما نشر رسائله والكتاب وردود مختارة في موقع على شبكة الإنترنت مخصص لهذا المشروع. انتهى مارتيل من مشروعه في فبراير 2011، بعد أن أرسل هاربر ما مجموعه 100 كتاب.
من مؤلفاته
سبع قصص (1993)
حقائق وراء روكاماشيوز هلسنكي (1993)
الذات (1996)
بياتريس وفيرجيل (2010)
حياة باي (2012)