تتزامن الامتحانات الجامعية للفصل الدراسي الأول من كلّ عام مع مربعانية وخمسينية الشتاء، ومن الطبيعي أن تستمر حسب التقويم الجامعي، إلا أن الأحوال الجوية الشتوية قد تشكّل عائقاً في ذروتها لوصول الطلاب إلى جامعاتهم، وخاصة الوافدين من محافظات أخرى.
هنا تتفتح المواجع لدى الطلاب، ويتذكرون كيف تحوّلت فرحة قبولهم للفرع الجامعي الهدف إلى كابوس ثقيل نظراً لما يعانونه من ظروف دراسية صعبة، وتحمل نفقات وصولهم لمحافظة أخرى في ظلّ ارتفاع أسعار الوقود بالرغم من تواجده على جميع الطرقات تقريباً، متسائلين.. ما فائدة أن يدرس الطالب في محافظة غير محافظته، وما سبب تفاوت المعدلات؟ الذي يعطي انطباعاً لدى الطلاب بأن الجامعة الحكومية ذات المعدل الأعلى للقبول هي أفضل من غيرها، فيترك محافظته ساعياً وراء حلم قد يصعب تحقيقه، وآخر يحصل على قبول جامعي في محافظة أخرى أدنى من محافظته.
وبالنظر إلى الجانب الآخر يجد الطالب أقرانه في الجامعات الخاصة يخضعون لظروف امتحانية مختلفة، بدءاً من حجم المقررات الجامعية وانتهاء بدرجة اجتياز الامتحان المرفقة بدرجات الشفهي والعملي والحضور والمذاكرات.
بينما طالب الجامعات الحكومية ذو المعدل الدراسي الأعلى يخضع لظروف امتحانية أصعب، فيها درجة الامتحان الفاصل الأول والأخير في طريق حلمه، والتي تزيد عن معدل النجاح في الجامعات الخاصة.. عدا ميزة الفصل الصيفي التي لا وجود لها في الجامعات الحكومية، الذي يختصر فيه عدد سنوات الدراسة.
معادلة غير متكافئة، وتفاوت للمال فيه دور كبير، فإذا كان النظام التعليمي في الجامعات العامة أفضل لماذا لا ينطبق على الخاص أو بالعكس؟! أو يتم توحيد الشروط.. كونهما يسيران في اتجاه واحد، وهو تأهيل الطلاب ورفدهم إلى سوق العمل، وتطوير تحصيلهم العلمي.
أسئلة كثيرة جالت في عقول أبنائنا وهم في طريقهم لتقديم الامتحان في محافظة أخرى تحت تأثير المنخفض الثلجي في رحلة خطيرة مع الزمن والثلوج والبرد وانقطاع الطرق وصعوبة إقامتهم طوال فترة الامتحان في محافظة أخرى.. والكثير الكثير من التساؤلات الأخرى التي لم نجد لها إجابات بعد.