يستقبل السوريون اليوم عيد الجلاء بفرح وابتهاج، حيث جلى آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن في17 نيسان 1946، وجر المحتل الفرنسي خلفه أذيال الهزيمة والانكسار، بفعل ثورة السوريين ووحدتهم في مواجهته في كل ربوع سوريا.
اليوم وبعد 79 عاماً على الجلاء، يجدد الشعب السوري فرحته بجلاء واستقلال من نوع آخر، وهو الخلاص من نظام دكتاتوري، لم يعرف التاريخ الحديث مثيلاً له، حوّل الدولة السورية منذ بداية عهد المجرم حافظ الأسد، إلى مزرعة له ولعائلته ولزبانيته من كل الطوائف والأعراق.
وراحوا يعيثون فيها فساداً وإجراماً لا حسيب عليهم ولا رقيب، حتى المجتمع الدولي الذي يرفع شعارات “الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان” وقف صامتاً على جرائم هذا النظام بحق السوريين، ومجزرة حماة شاهد حي لن يموت، على جريمة الأسد الأب.
واستباح الدكتاتور الابن البلاد والعباد، بعد تسلمه السلطة عام 2000 ،بغير وجه حق، فاستشرى الفساد في كل مفاصل الدولة، وتحكمت فئة قليلة محيطة به بمقدرات البلاد وثرواته، وسخروها لمصالحهم الخاصة، تاركين بقية فئات الشعب يعيشون ب”القلة”.
ومنذ انطلاق الثورة السورية 15 آذار 2011، حول هذا النظام سورية إلى خراب، فقتل مئات الآلاف من شبابها وأطفالها بالسلاح المحرم دولياً، وبالجوع، وهجّر الملايين من مدنهم وبلداتهم وقراهم، داخلياً وخارجياً، ورهن – من أجل كرسي الحكم – سيادة الدولة واستقلالها لأطراف خارجية في مقدمتها روسيا وإيران.
لذلك كان انتصار الثورة وسقوط نظام الكيماوي في 8 كانون الأول 2024، إيذاناً بجلاء جديد يكتمل بوحدة البلاد أرضاً وشعباً وقيادة.
