مرة أخرى، يجد منتخبنا الكروي للرجال نفسه أمام اختبار جديد، لا تقل أهميته عن أي استحقاق قاري، لكن المفارقة أن الإهمال ذاته يتكرر! فبين ضبابية التحضيرات، وصمت الاتحاد، وغياب أي خطة واضحة لمواجهة جنوب السودان في الملحق المؤهل إلى كأس العرب “قطر 2025″، يبدو المشهد وكأننا أمام منتخب يسير بلا بوصلة.
أيام معدودة تفصلنا عن مباراة تحمل بعداً مادياً ومعنوياً كبيراً – إذ تصل قيمة الجوائز إلى أكثر من 36.5 مليون دولار – دون أن نسمع عن قائمة أولية، أو حتى تصريح رسمي يبعث الطمأنينة، والأسوأ أن تركيز الجهاز الفني لا يزال محصوراً في التصفيات الآسيوية، وكأن التأهل إلى كأس العرب مجرد هامش في دفتر كرة القدم السورية.
هل فقد القائمون على كرتنا الإحساس بقيمة الاستحقاقات؟ أم إنهم يخشون الخروج أمام منتخب مثل جنوب السودان في مباراة قد تفضح ضعف التحضير وسوء الإدارة؟
في الحالتين، الخسارة ليست فقط محتملة في الملعب، بل مؤكدة في ثقة الجمهور، الذي بات يدرك أن مشكلتنا لم تكن يوماً في اللاعبين، بل في من يديرون اللعبة بعشوائية ولامبالاة.
في النهاية، لا يمكن لأي منتخب أن يصنع إنجازاً وهو يسير بلا بوصلة، بلا رؤية، وبلا إحساس بقيمة ما يخوضه.
فما يجري اليوم ليس مجرد تقصير في التحضير لمباراة، بل انعكاس لواقع كامل من الفوضى والتردد وسوء الإدارة.
فإلى متى سيبقى منتخبنا يسير بلا بوصلة؟