زاهر بعدراني: زيارة الرئيس الشرع لواشنطن نقطة تحول لسوريا

الثورة- هبه علي:

تترقب الأوساط السياسية الإقليمية والدولية باهتمام بالغ، الزيارة المرتقبة للسيد الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتي تهدف إلى رسم معالم سياسة خارجية تقوم على بناء تحالفات متعددة، تضمن استقرار سوريا سياسياً واقتصادياً.

وأكد رئيس تيار المستقبل السوري الدكتور زاهر بعدراني، أن زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن، تعد بمثابة “مرحلة تاريخية” و”نقطة تحوّل حاسمة” في مسار بناء الدولة السورية وإحياء علاقاتها مع المجتمع الدولي، وقال في تصريحات خاصة لـ”الثورة”: إن توقيت الزيارة يحمل أهمية استراتيجية قصوى، خاصة وأنها تأتي بعد زيارة الرئيس الشرع لموسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأبرز القيادات الروسية، وتسبق أيضاً زيارة مماثلة ومرتقبة إلى الصين، وأضاف بعدراني، إن هذا التسلسل الزمني يؤكد تبني سوريا “استراتيجيات متعددة تُوازِنُ فيها بين القوى الكبرى”، مما يجعل من واشنطن “بيضة القبان” في كل تحرك مفصلي، وهذا النهج يمنح سوريا “مصداقية قوية في المفاوضات الدولية” ويجنبها “التعثر والسقوط”.

زيارة الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض، بحسب بعدراني، تعدّ “رسالة واضحة على أن سوريا قد بدأت في ترسيخ نهجٍ جديد قِوامه الانفتاح والتصرف بعيداً عن التأثيرات التي فرضتها سنوات العزلة الطويلة، والتمحور ضمن أقطاب محددة وضيقة”، موضحاً أن الأولوية القصوى للزيارة هي “إعادة سوريا العهد الجديد إلى المجتمع الدولي وبقوة”. وبالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد، من إعادة الإعمار ومعيشة المواطن، يظلّ موقع سوريا الجيوسياسي عاملاً أساسياً في جعلها لاعباً أساسياً في الشرق الأوسط، ومن هذه الزاوية، يرى بعدراني أن تعزيز العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية سيمكّن سوريا من بناء شراكات استراتيجية، تضمن لها موقعاً محورياً في محيطها الإقليمي، بما في ذلك ضمان استقرار أمن المنطقة، ومواجهة التهديدات الأمنية المحتملة.

وأبرز بعدراني أن ملف الأمن سيكون ركيزة أساسية في الزيارة، حيث ستكون “التعهدات الأمنية لضمان استقرار محيط سوريا، وخاصة بالنسبة لإسرائيل، جزءاً من النقاشات الثنائية مع الرئيس ترامب”، وقد تؤدي إلى “تفاهمات أمنية استراتيجية”، مؤكداً أن إعادة بناء الدولة السورية لن تكتمل إلا بترسيخ حقوق جميع مكونات المجتمع السوري وضمان مشاركتهم الفاعلة في الحياة السياسية وإعادة البناء، وفي هذا الإطار يسعى الرئيس الشرع للحصول على دعم أميركي للضغط على الأطراف المختلفة “لتطوير حلول أكثر توافقاً، بعيداً عن الاستقطاب الدولي.

ولم يغفل الدكتور بعدراني الإشارة إلى أهمية إعادة الدبلوماسيين السوريين إلى السلك الدبلوماسي قبل الزيارة، وإشراك الضباط المنشقين في وزارة الدفاع، كخطوات لبناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية وضمّ الجميع. ويرى بعدراني أن الانفتاح على القوى الكردية ككل، و”قسد” على وجه الخصوص، أول الخطوات نحو طريق حلّ عادل لهذا الملف، بما يضمن أمن واستقرار سوريا ومحيطها الإقليمي، ويتوافق مع سيادة سوريا ووحدة أراضيها. وتحمل زيارة الرئيس الشرع المرتقبة إلى واشنطن آمالاً عريضة في تحديد مسار سوريا المستقبلي، من إعادة الانفتاح الدولي إلى معالجة ملفات داخلية وخارجية حساسة، في ظل ديناميكية إقليمية ودولية معقدة، بحسب بعدراني. وقال بعدراني: إنه ومن خلال موقعنا كسوريين أميركين، فإننا نمتلك دوراً مُرجحا في دعم هذه الزيارة لإنجاحها، وتفعيل العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، خاصة مع الرئيس ترامب وفريقه الحالي، وحزب الجمهوريين. لقد كان السوريون الأميركيون على مدى سنوات الثورة جزءاً من النسيج الاجتماعي والاقتصادي الأميركي، ومحركاً رئيساً في دعم وتبني البيت الأبيض لمواقف داعمة للثورة السورية، بما في ذلك فرض العقوبات على نظام الأسد والتي كان لها بالغ الأثر في سقوطه، واليوم دورهم المشهود والمنشود في رفع تلك العقوبات وتحرير سوريا المستقبل من جميع القيود التي تعرقل مسيرة إعادة البناء والتمكين الاقتصادي، وبما يُسهم مباشرة في حياة المواطن السوري، ويعود عليه بالنفع الخاص وعلى الوطن بالمنفعة الكبرى.

وأكد رئيس تيار المستقبل السوري أن السوريين الأميركين يمكنهم اليوم أن يكونوا همزة وصل حقيقية بين سوريا والولايات المتحدة الأميركية، بالترويج للسياسات السورية الجديدة، وتسليط الضوء على الخطوات الإيجابية للحكومة السورية الانتقالية، بما يدعم جهود الرئيس الشرع في بناء علاقات استراتيجية مع الدولة العظمى في العالم حيث كلمة السر في أي قرار أو استقرار.

آخر الأخبار
دعوة لصلاة الاستسقاء يوم الجمعة 14 الجاري 425 مليار ليرة كتلة المعاشات التقاعدية للشهر الجاري مؤتمر المناخ.. إعادة هيكلة بيئة سوريا الدبلوماسية وتموضعها الإقليمي حلب تدرس تنظيم البسطات والأسواق الشعبية.. وإقامة بازارات "تجارة دمشق" تواصل تفعيل لجانها القطاعية استدامة الحماية الاجتماعية.. هل نستفيد من برنامج SNAP الأميركي؟ عودة الحياة إلى ثلاث مدارس في ريف حلب شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية مستعدة لاستئناف عملياتها في سوريا  مشاركة سوريا في مؤتمر المناخ فرصة لدعم مشاريع التعافي البيئي بكر غبيس: مشاركة الرئيس الشرع في " COP30" تاريخية.. وزيارته إلى واشنطن لها رمزية كبيرة عودة سوريا إلى المشاركة الدولية وإعادة الإعمار البيئي واشنطن من العزل والعداء إلى الحوار والتعاون زاهر بعدراني: زيارة الرئيس الشرع لواشنطن نقطة تحول لسوريا الثروة الحيوانية في درعا.. تراجع كبير ومطالبات بدعم إسعافي  النزاهة والشفافية.. لاستعادة ثقة المواطن بالأجهزة الرقابية "هيئة التخطيط ": المسح العنقودي ضرورة للقرارات التنموية ودائع الدولار في البنوك بين الفوائد المرتفعة والمكاسب المحتملة بازار خيري في خان أسعد باشا يدعم الشباب والأيتام مؤتمر المناخ.. اختبار للدول العربية في مواجهة التحديات مطالبات بتسهيل الترانزيت ووقف إتلاف الصادرات الكيميائية