الثورة – عبد الحميد غانم:
تشهد مدينة بيليم البرازيلية انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)، الذي يمثل ذروة التجمع الدولي السنوي لمكافحة تغير المناخ تحت مظلة الأمم المتحدة.

ما مؤتمر COP30 ولماذا يعتبر مهماً؟
يوضح الخبير والمستشار الاقتصادي الدكتور زياد عربش أن “مؤتمر COP30 يمثل الدورة الثلاثين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إذ تجتمع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية وممثلو المجتمع المدني والقطاع الخاص لمناقشة وضع وتنفيذ السياسات المناخية العالمية”.
وحول المسؤولية التاريخية والتمييز بين الدول، يشير الخبير الاقتصادي في تصريح لـ”الثورة” إلى أن “دول ‘المرفق الأول’ هي مجموعة من 38 دولة متقدمة صناعياً، تشمل معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا واليابان وبعض دول شرق أوروبا، وهي تتحمل مسؤولية تاريخية أكبر في انبعاثات الغازات الدفيئة”.
ويشرح د. عربش أن “اتفاقية كيوتو 1997 كانت أول اتفاقية مناخية ملزمة قانونياً وتهدف إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة من قبل الدول الصناعية”، مؤكداً أن “مبدأ المسؤولية المتباينة ينص على أن الدول الصناعية تتحمل العبء الأكبر بسبب إسهامها التاريخي في التلوث”.
يكشف الخبير عن أن “الدول العربية، رغم ما تعانيه من آثار مناخية شديدة، مثل شح المياه وارتفاع درجات الحرارة، لم تستفد بشكل مناسب من دعم الاتفاقيات المناخية بسبب ضعف التمويل والتقنية”.
ويعدد التحديات التي تواجه العالم العربي:
– نقص القدرات التقنية والمؤسسية لإدارة المشاريع المناخية.
– الأوضاع السياسية والاقتصادية المتقلبة التي تحد من جذب الاستثمارات.
– غياب استراتيجيات وطنية وإقليمية واضحة للتعامل مع تغير المناخ.
وحول المنظمات الدولية ودورها الداعم، يذكر د. عربش أهم الهيئات الدولية الفاعلة في هذا المجال على أنها برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ينسق الجهود البيئية الدولية:
– صندوق المناخ الأخضر (GCF) يمول مشاريع التكيف والتخفيف
– البنك الدولي يدعم التمويل الإنمائي المستدام – الجامعة العربية تساعد في التنسيق الإقليمي.
رؤية استراتيجية
ويقترح الخبير عربش خارطة طريق لتعزيز الموقف التفاوضي العربي، من خلال: توحيد المواقف والتنسيق الإقليمي بين الدول العربية، وتطوير خطط مناخية وطنية علمية وواقعية، وتحسين القدرات التقنية والمؤسسية الوطنية، واستخدام أدوات الدبلوماسية الإعلامية لرفع الوعي الدولي.
وأمام التحديات الاستراتيجية، يحذر د. عربش من أن “إسرائيل تستغل التحولات الإقليمية وتوسع من علاقاتها وبنيتها الاقتصادية وأمنها السياسي لتعزيز وجودها وسيطرتها على موارد طبيعية مهمة في المنطقة، خصوصاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.لذلك يرى الدكتور زياد عربش أن مشاركة الدول العربية في مؤتمر COP30 تكتسب أهمية بالغة في تعزيز صوتها الدولي، وضمان استفادتها من حقوقها في ظل المسؤولية التاريخية للدول المتقدمة عن تغير المناخ، مع ضرورة تجاوز التحديات لتعزيز التنمية المستدامة والقدرة على التكيف مع الآثار المناخية التي تواجهها المنطقة”.
ويتساءل عربش: هل ستتمكن الدول العربية من توحيد صفوفها وتحويل التحديات المناخية إلى فرص حقيقية للتنمية المستدامة؟ ليرد أن الإجابة ستكشفها قمم المناخ القادمة.