الثورة-هبه علي:

في قلب دمشق التاريخي، ومن رحاب خان أسعد باشا العريق، انطلقت فعاليات بازار “روح الشام” الخيري، الذي تنظمه مؤسسة “سند للشباب التنموية” و جمعية ” روح” التي مقرها مدينة اسطنبول، يومي 5 و 6 تشرين الثاني. البازار الذي يحتضن منتجات شبابية سورية، غالبيتها من صنع الأيادي المبدعة، يهدف إلى تحقيق غايتين نبيلتين: دعم الأيتام عبر تخصيص نسبة من المبيعات لكفالتهم، وتمكين الشباب أصحاب المشاريع المحلية من خلال توفير مساحة آمنة لعرض منتجاتهم
فتح مساحة للأمل والإبداع
من مؤسسة “سند للشباب التنموية”، تقف رؤى زغرة، مسؤولة مشروع متقدم، وراء هذه الفعالية الإنسانية. تشرح رؤى أن البازار يركز على دعم المشاريع التي يقودها الشباب السوري، مشيرة إلى أن 80 بالمئة من المشاركين هم من الشباب. “نحن نهدف إلى خلق مساحة آمنة لهم لعرض منتجاتهم،” تقول رؤى، “لتحقيق الاستدامة، والترويج لما يقدمونه، ولتعريف الجمهور بمنتجاتهم اليدوية الرائعة.” البازار ليس مجرد سوق، بل هو مساحة للتفاعل، حيث تتجسد روح العطاء من خلال القطع الفنية والحرف اليدوية.
رسالة أمل ورعاية

تشارك في البازار الفنانة التشكيلية حلا طاهر ميهوب، مقدمةً لوحتين تهدفان لدعم الأيتام. تعبر حلا عن سعادتها بالمشاركة في “هذا المعرض الإنساني الذي يهدف إلى دعم الأيتام ورسم البسمة على وجوههم.” لوحتها الأولى، “طبقات”، تجسد فتاة بتأمل عميق وخلفية زرقاء وهادئة، تحمل إحساساً بالغموض والسكينة، وتعكس توازنًا بين البساطة والعمق. أما اللوحة الثانية، “أثر”، فتستخدم الألوان الحارة كالبرتقالي والأصفر لإعادة إحياء ذكريات الطفولة المضيئة، “فالطفولة تبقى بداخلنا وتنير قلوبنا بعد كل ضغوطات الحياة”. تؤكد حلا أن “الفن هو وسيلتي للتعبير عن مدى أهمية مساعدتنا للأيتام”، وتفخر بأن تكون لوحاتها جزءاً من هذا الحدث الكريم. وتتمنى أن تلامس أعمالها قلوب الحضور وتساهم في جمع التبرعات لرعاية الأيتام، معربةً عن شكرها للجمعية على تنظيم هذا الحدث الرائع.
عبق التاريخ يحتضن الخير والإبداع
من جانبه، أعرب فادي سليمان، أحد زوار البازار، عن تقديره لهذه المبادرة التي تستضيفها “خان أسعد باشا”، أحد المعالم الدمشقية التاريخية العائدة للعصر العثماني. يؤكد فادي على أهمية استثمار المباني التراثية في مثل هذه الفعاليات الخيرية والإنسانية، قائلاً: “هذا الشيء مهم كثيراً لجعل الناس من خلال هذه النشاطات والفعاليات التي تلامس الناس واحتياجاتها، أن يكونوا قريبين من المباني التراثية والتاريخية”، مشيداً بدعم المنتج المحلي، مشيراً إلى أن ما يراه من إبداعات يدوية يقدمها سيدات وشباب وفنانون، “يحافظ بشكل أو بآخر على التراث الدمشقي الحي، التراث اليدوي الذي افتخر فيه بشكل دائم”.
ويرى السليمان أن بازار “روح الشام” يعتبر تجسيداً حيّاً للتعاون المجتمعي، حيث يلتقي الإبداع الفني بالحس الإنساني، وتُسخّر المباني التاريخية لدعم الأجيال الناشئة ورعاية الأطفال الأيتام، مؤكداً على أن روح الشام الأصيلة لا تزال نابضة بالعطاء.