الثورة – جهاد الزعبي:
تعرضت قطعان الثروة الحيوانية بدرعا خلال السنوات الأخيرة لتراجع ملحوظ في أعدادها، بسبب قلة المراعي، وضعف الدعم وغلاء الأعلاف، ما حدا ببعض المربين لبيع قطعانهم وترك هذه المهنة.
فتحي أبو سودة، يعمل في تربية الثروة الحيوانية في منطقة الأشعري، أكد أن قطيعه شهد تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، نتيجة مجموعة من التحديات، أبرزها ارتفاع أسعار مستلزمات التربية من أعلاف وأدوية بيطرية، إلى جانب تأثيرات الجفاف وقلة المراعي الطبيعية.
وطالب الجهات المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الثروة الحيوانية وتوفير الأعلاف والأدوية البيطرية بأسعار مناسبة، وبكميات كافية عبر المؤسسات الحكومية، وتأمين مصادر مياه دائمة لسقاية الثروة الحيوانية.

تحديات متعددة
ويبين فندي كيوان، صاحب مزرعة لتربية المواشي من طفس لـ”الثورة”، أن غلاء الأعلاف وشح المياه وعدم صلاحية الأدوية البيطرية، أدت إلى تراجع الثروة الحيوانية بنسبة تقارب 50 بالمئة.
فيما طالب محمد عسكر، صاحب مزرعة لتربية الأغنام والأبقار في منطقة مزيريب، الجهات المختصة بمراقبة مدى صلاحية وجودة الأدوية البيطرية المتوفرة في الأسواق وتأمينها لضمان استمرارية العمل وتفادياً لخسائر المربين، مشيراً إلى أن استخدام أدوية فاسدة، أدى إلى نفوق نحو 30 رأساً من الأغنام و10 رؤوس من الأبقار لديه.
في أسوأ حالاتها
من جانبه، لفت قاسم أبو السل من نوى، إلى أن الثروة الحيوانية تمرّ بأسوأ حالاتها منذ سنوات، بسبب الجفاف، وقلة المراعي، موضحاً أنه أنفق منذ صيف العام الماضي، وحتى اليوم نحو 250 مليون ليرة سورية لتأمين الغذاء لـ 170 رأساً من الأغنام، وإن استمرار هذا الواقع يهدد مصدر رزق المربين بشكل مباشر.
بموازاة ذلك، أشار محمد برمو، صاحب جاروشة أعلاف في غربي طفس، إلى أن الطلب على الأعلاف مرتفع جداً مقابل محدودية الكميات المتوفرة، محذراً من غياب الرقابة الفاعلة على الأسعار في ظل استغلال بعض تجار الشعير والقمح للواقع الراهن ورفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، ما يشكل عبئاً كبيراً لتأمين الأعلاف اللازمة لقطاع تربية الثروة الحيوانية واستمراره.
تراجع مستمر
في السياق ذاته، بيّن رئيس اتحاد فلاحي درعا المهندس فؤاد الحريري للثورة، أن عدد القطيع في المحافظة يبلغ نحو 616 ألف رأس من الأغنام، و92 ألف رأس من الماعز، وقرابة 39 ألف رأس من الأبقار.
وبين أن هذه الأعداد تشهد تراجعاً مستمراً من جراء إهمال النظام المخلوع للقطاع خلال الفترة السابقة، إضافة لظروف الجفاف وتأثيره على المراعي وصعوبة تأمين الأعلاف، واضطرار المربين إلى بيع جزء من قطعانهم لتغطية تكاليف الغذاء لباقي القطيع.
وأشار إلى أن العمل متواصل، بالتعاون مع الوزارات المعنية ووزارة الاقتصاد، لتأمين الأعلاف اللازمة بعيداً عن احتكار التجار، مطالباً المنظمات الدولية بدعم القطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي، وتأمين الأدوية والأعلاف وكل ما يلزم للحفاظ على الثروة الحيوانية، إلى جانب ما تتخذه الجهات الحكومية في هذا الشأن.
حيث يقوم اتحاد الفلاحين بتنظيم دورات ومحاضرات توعوية بالتعاون مع مديرية الزراعة، لتشجيع زراعة المحاصيل الرعوية والعلفية الجديدة المناسبة لمناخ المحافظة، بالتوازي مع تنسيق الجهود مع الجهات الحكومية للحد من الرعي الجائر وتحديد مناطق رعي مخصصة للثروة الحيوانية بما يضمن حماية المراعي واستدامة الإنتاج.