الثورة – ميساء العلي:

وقعت هيئة التخطيط والإحصاء ومنظمة اليونيسف، مذكرة تفاهم لتنفيذ برنامج المسوحات العنقودية متعددة المؤشرات، للفترة 2025 – 2026، والذي يعد أداة معيارية لجمع البيانات من الأسر.
كما أنه واحداً من أكبر مصادر المعلومات الإحصائية منذ إطلاقه في منتصف التسعينات على مستوى العالم حول أوضاع الأطفال والنساء.
ويعرف برنامج المسوحات العنقودية كأداة رئيسية لمتابعة أهداف التنمية الوطنية وأهداف التنمية المستدامة، حيث يوفر بيانات ممثلة وطنياً وقابلة للمقارنة دولياً حول الأطفال وبيئتهم المعيشية.
وكان آخر برنامج للمسوحات العنقودية متعددة المؤشرات قد أجري في سوريا عام 2006، ما يجعل هذا المسح المرتقب فرصة هامة وحدثاً مميزاً وفريداً من نوعه.
وفي تصريح صحفي قال رئيس هيئة التخطيط والإحصاء أنس سليم: وقعنا مذكرة التفاهم الخاصة ببرنامج المسح العنقودي المتعدد المؤشرات مع منظمة اليونيسف، حيث تمثّل هذه الخطوة محطة أساسية وضرورية في هذا الوقت بالذات لتوجيه القرارات التنموية، وتصميم البرامج وتعزيز المناصرة العامة بشأن القضايا التي تخص الأطفال والنساء.
هذا وستتولى هيئة التخطيط والإحصاء تنفيذ برنامج المسوحات العنقودية متعددة المؤشرات بالشراكة مع الوزارات المعنية ومنظمة اليونيسف.
بناء النظم
من جانبها شددت ممثلة منظمة اليونيسف في سوريا ميريتشل ريلانو أرنا على أهمية المسح في وقت شهدت البلاد تغيرات اجتماعية واقتصادية كبيرة، مضيفة بأن المسح لا يقتصر على توفير الأدلة اللازمة لرصد التقدم المحرز في أوضاع الأطفال والنساء، بل سيلعب دوراً محورياً في تقييم التقدم ضمن رؤية سوريا وخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وقالت: إن المسح العنقودي المتعدد المؤشرات لا يتعلق بالبيانات فحسب، بل يتعلق أيضاً ببناء النظم والقدرات الوطنية، فهو سيوفر للهيئة والوزارات المعنية الأدوات والتكنولوجيا والمعرفة اللازمة لفهم واقع الأطفال على نحو أفضل واتخاذ إجراءات لتحسين حياتهم.
سيغطي المسح العنقودي المتعدد المؤشرات (السابع) نصف مؤشرات وأهداف التنمية المستدامة المتعددة على المسوح الأسرية، ما يجعله مصدراً لأغنى عنه لصانعي السياسات والباحثين والمهتمين الساعين لضمان شمول جميع الأطفال دون استثناء.
هذا وقد كانت منظمة اليونسف قد عقدت في تموز 2025، ورشة عمل استمرت أربعة أيام حول تصميم المسح، تحت إشراف هيئة التخطيط والإحصاء في الجمهورية العربية السورية، إذ جمعت الورشة ممثلين عن الوزارات المعنية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، وذلك في إطار التحضيرات للمسح، ومن المتوقع أن تستغرق عملية جمع البيانات وتحليلها نحو 18 شهراً على أن تنشر النتائج بحلول نهاية عام 2026.
وحول برنامج المسوحات العنقودية المتعددة المؤشرات، فمنذ انطلاقه في منتصف تسعينات القرن الماضي، أصبح برنامج المسوحات العنقودية متعددة المؤشرات، المصدر الأكبر للبيانات الإحصائية السليمة والقابلة للمقارنة دولياً حول الأطفال والنساء في دول متنوعة، مثل: بنغلاديش وفيجي وقطر وكوت ديفوار وتركمانستان والأرجنتين، وتجري فرق العمل الميداني المدربة مقابلات شخصية مع أفراد الأسر حول مواضيع متنوعة، مركزة بشكل رئيسي على القضايا التي تؤثر مباشرة على حياة الأطفال والنساء، ويعد البرنامج جزءاً لايتجزأ من خطط وسياسات العديد من الحكومات حول العالم، ومصدراً رئيسياً لبيانات مؤشرات أهداف التنمية المستدامة.