الثورة – ميساء الجردي:
تربية وتنشئة الأطفال الأيتام بطريقة صحيحة وسوية وتدريسهم وتعليمهم هي مهمة اجتماعية إنسانية تربوية لها دور كبير في حماية الطفل اليتيم ورعايته وهذا ما تعمل عليه جمعية الإسعاف الخيرية بدمشق منذ أكثر من مئة خمسة عشر عاما والتي تعتبر من أقدم الجمعيات الأهلية بدمشق التي تعنى بتدريس الطلاب الأيتام واحتضانهم من حيث التعليم والتربية والطعام والكساء وكل ما يتعلق بحاجياتهم المعيشية وفقا لما أكده رئيس الجمعية الدكتور طارق الشلاح مبينا استضافة الجمعية للطلاب الأيتام من الصف الأول حتى الصف السادس من فئة الذكور ضمن مدرسة داخلية يبقى فيها الطلبة طوال أيام الأسبوع ما عدا يومي الجمعة والسبت حيث يذهب الطلاب إلى بيوت أسرهم.
وِأشار الدكتور الشلاح إلى أن العدد الحالي لطلاب الميتم يصل إلى 110 طلاب وجميعهم من الأيتام أو من بحكم اليتيم حيث يكون الأب مفقودا أو مسجونا ويتم قبولهم من خلال وثائق تثبت ذلك.
والجمعية منذ تأسيسها عام 1907 وحتى الآن تقوم بنفس الخدمات. إضافة إلى ما تقوم به الجمعية من أعمال ثانوية مثل توزيع هبات للأسر المحتاجة المسجلة لديهم والبالغ عددهم 25 أسرة في حين تعتبر الأولوية لرعاية الطلاب الأيتام من حيث التدريس والغذاء والطبابة وتأمين العلاجات للمرضى والأدوية. موضحا أن الجمعية تتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من حيث الرعاية الاجتماعية وتخضع لأنظمة وزارة التربية من حيث المدرسة والمناهج والعطل.
– أنشطة تفاعلية
إشراك الأطفال الأيتام في الأنشطة التدريبية والترفيهية المختلفة يعتبر جزء من رعايتهم واكتشاف الموهوبين منهم فقد بين غسان القدسي عضو مجلس إدارة الجمعية أن الجمعية تعمل على رعاية الأطفال من خلال قسمين قسم الرعاية والتربية وقسم النشاطات الأخرى المتعلقة بممارسة الطلبة للموهبة والميول والتي تتم بعد انتهاء التدريس من خلال الرياضة وأنشطة الرسم والفن ونشاطات ثقافية واجتماعية والتي تتم بمساعدة بعض الجمعيات والجهات الرسمية ففي السنوات الماضية كان هناك مبادرة من نادي المحافظة للتدريب على الشطرنج وأخرى للتمثيل والمشاركة في الكورال في دار الأوبرا. وهناك اهتمام في العملية التدريسية تتعلق بتعلم الموسيقا والتمثيل وهي زيادة على المنهاج العلمي. إضافة إلى اشراكهم بالاحتفالات المتعلقة بالمناسبات الوطنية والقومية والدينية تقيمها الجمعية مثل عيد المعلم والجلاء وعيد الأم.
– مشروع جديد
بهدف التوسع في استقبال أعداد أكبر من الطلاب الأيتام واعتماد الجمعية على استثمار المبنى الحالي تحدث الدكتور طارق الشلاح عن مشروع توسعي جديد للجمعية يتسع لحوالي 400 طالب في منطقة الأشرفية بصحنايا بحيث يضم عدد أكبر من الأطفال الأيتام وهو عبارة عن أرض تم التبرع بها وأقيم عليها البناء بمساعدة المتبرعين ليتم نقل الطلاب إليها. وبنفس الوقت يتم استثمار المبنى الحالي لتغطية تكاليف الأطفال والجمعية دون الحاجة إلى التبرع. مشيرا إلى أن المشروع بدأ عندما كانت الأسعار مقبولة، وهناك متبرعون ساهموا بإكساء كتلة بنائية من المشروع كما عملت الجمعية على بيع بعض عقاراتها القديمة لتتمكن من إكساء الكتلة الثانية. ويتضمن المشروع الجديد بناء مدرسي مستقل وأمكنة للأنشطة وأخرى للمنامة والسكن والطعام وسيتم قبول الأطفال الأيتام من المناطق الريفية إضافة إلى مدينة دمشق. فالعمل مستمر لتحسين الوضع التعليمي والمعيشي للطلاب الأيتام إضافة إلى العمل المستمر لتطوير الجمعية وخاصة أنها كانت أول من عمل بنظام الأتمتة في تسجيل طلابها وتنظيم سجلاتهم.