يعمل منتجو الأعمال الدرامية بخطا متسارعة لإنجاز أعمالهم للموسم الرمضاني القادم حسب خطط شركات الإنتاج في كلّ عام، وذلك بعد أن أصبحت الدراما السورية جزءاً لا يتجزأ من المشهد الدرامي على صعيد الوطن العربي بما حققته من حضور على مدى مواسم متلاحقة، مع تعرضها لبعض الهنات والتحديات التي واجهتها من جرّاء الأزمة التي أصابت بلادنا والتي انعكست بشكل أو بآخر على صناعة الدراما.
وكثيرة هي العوامل التي ساهمت في تراجع الدراما في بعض مواسمها إن كان على صعيد الشكل أو المضمون، فقد عمدت بعض الأعمال إلى العناوين الاستهلاكية والدخول في عوالم لا تشبه مجتمعاتنا ولا تمت لقيمنا بصلة، ما جعلها عرضة للانتقاد والاستياء من الجمهور المتلقي أولاً ومن نقاد الدراما ثانياً.
وهذا ما أشار إليه وزير الإعلام في لقائه الأخير مع منتجي الدراما السورية، وأكد ضرورة التركيز على دراما ذات مضمون قيّم وبناء، والبحث عن مضمون الإنتاج الدرامي الذي يقدّم صورة أفضل عن سورية، وبين أن الدراما ليست صناعة بلا سقف، بل يجب أن تكون ضمن معايير وضوابط منتظمة.
وهذا بالطبع يضع صناع الدراما أمام مسؤولية كبيرة في تقديم الأعمال التي تحمل رسالة إلى العالم لتقدم بلادنا بشكّل حضاري، وتعبر عن قيمنا وعاداتنا التي نباهي بها، وتقدم إرثنا الحضاري العريق بما يليق بتاريخنا.
ولا شك أن الأعمال التي تلامس المجتمع بقضاياه الواقعية فيما يخص الأسرة والتركيز على هموم الشباب لها الأولوية، هذا إلى جانب تكريس القدوة الوطنية التي تبني أجيالاً يتمتعون بالانتماء والشعور بالغيرية على أوطانهم والدفاع عنها، لأنهم هم أمل الوطن ومستقبله الواعد.
وما ننتظره من صناع الدراما التزام الجودة والإتقان والاحتراف في صناعتنا الدرامية، لأنها الضيف المحبب لدى السوريين جميعاً، وهي الزائر الأفضل على موائد الصناعة الدرامية العربية، ويليق بها أن تحتل مكانتها وتعود إلى ألقها وحضورها من جديد.
