الدكتورة المغربية خديجة صبار لـ”الثورة”: زلزال سورية فضح الغرب.. وقيمه “الإنسانية” التي صدع رؤوسنا بها مزيفة

الثورة – خاص:

أكدت الكاتبة العربية المغربية الدكتورة خديجة صبار في تصريح خاص لصحيفة “الثورة” أن الزلزال الذي حدث في سورية كشف عن محدودية الفكر الأوروبي والغربي ذي النزعة الإنسانية بصفة عامة، وفيما يتعلق بفلسفة حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الإنسان المراد مساعدته لم يعد شمولياً بل محدوداً في الإنسان الأوروبي والأمريكي ومن يحتمي بهما ويستظل بسياستهما.
وأضافت الكاتبة: لقد أصبحت قيم التحرر والتقدم والنمو والكرامة محدودة بدورها، وكذا المساعدات الإنسانية، وهذا شيء غير ممكن بل ولا إنساني في الواقع، وأصبح ما هو حق بالنسبة إلى بعض الإنسانية ليس كذلك بالنسبة إلى بعضها الآخر، وتساءلت: ألم يقلل من أنسنة الشعب السوري حينما يمنع عنه المساعدات الإنسانية في محنته؟.
وبيّنت الدكتورة خديجة صبار أن القيم التي صدع الغرب رؤوسنا بها لم تعد قيماً شاملة يقصد بها الإنسان في كل مكان بل أصبحت قيماً لِلَي الأعناق واقتياد القطيع، وتساءلت: أين الفكر التنويوي الإنساني الكوني الذي يحترم كرامة الإنسان أياً كان؟ أين كونية الجنس البشري؟ ما يميز مفاهيم التعاون الدولي وانعدام التكافؤ والشرعية الدولية والحقوق الإنسانية التي يفترض أن يقوم العالم على أسسها وغيرها من القيم هو الخضوع لنتائج القوة والهيمنة، والقوة العسكرية والاقتصادية والتقنية هي التي مكنتها من تحقيق تلك المكتسبات، وكل نظام يخل بمبادئ تلك القوة يعرض شعبه للعقوبات، ولم يدرك الغرب السياسي أن نتائج تلك القوة مناقضة للمبادئ الأساس التي منها انطلقت نهضته، وهي التي تضع مبادئه في حرج، فضلاً عن أن في السياسة جانب من الأخلاق لأنها سلوك بشري، يتضمن علاقات بين بشر يصدر عنهم الفعل السياسي وآخرين يتوجه إليهم ذلك الفعل مادياً أو رمزياً.
و قالت الدكتورة صبار: إن منع المساعدات الإنسانية عن الشعب العربي السوري الشقيق كشفت عن الكراهية للإنسانية الحقة من قبل البلاد التي تدعي الحضارة، وعن زيف مشاعرها تجاه السوريين الذين يعانون من آثار الحرب العدوانية الإرهابية المدعومة التي تشنها هذه الدول نفسها، وتحتل جزءاً من أراضيها، ودمرت على مدى عشر سنوات من الحرب المنشآت والجسور والبنى التحتية فضلاً عن الحصار الاقتصادي بفعل قانون قيصر الأمريكي الذي أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية متبوعاً بأربع حزم أخرى.