الثورة – آنا عزيز الخضر:
عندما يكون الحلم وجهاً آخر للنبل، عندها يصبح المشهد الأبرز للإرادة وحب الوطن.. هنا يكون تجلياً مشرقاً للانتماء، الكفيل بالحفاظ على الكرامة.. هذا ما ركز عليه العرض المسرحي (أحلم أني) تأليف (فوزي الهادي) وإخراج (لجين الهادي) حيث يدور العرض في أجواء فيها القوة والصبر والعزيمة….حول العرض ورؤيته وأبعاده تحدث الكاتب (فوزي الهادي) قائلاً: العرض عبارة عن حلم لشاب يافع في سن المراهقة، يدافع عن وطنه، المتمثل في بيته من الأعداء القادمين من الخارج، ليسلبوه حريته، فيبدأ بمقاتلتهم والانتصار عليهم، وينتقل ليدافع عن حقه في الحياة، وحقه في أن يتعلم، ويفرض نفسه على زملائه، ويتفوق في دراسته.
كما وأنه يفرض نفسه، عاشقاً لإحدى صديقاته، والتي هي بدورها أيضاً تحبه، كما يدافع عنها في مواقف متنوعة أمام زملائه ومعلمته وأهلها،
فعلاقة الحب بينهما تشكل له حافزاً إيجابياً، كي يثبت وجوده وحقه في التميز والاختلاف عن الآخرين، فهو عاشق يمرح ويرقص ويغني ويدعو الآخرين للفرح، فالمستقبل سيكون أفضل، حيث لا وجود للأعداء.
العرض استعراضي راقص يعتمد فن المبالغة في اﻷداء التمثيلي، كونه خاضعاً لمنطق الحلم، و اعتمد على الإضاءة المتنوعة، ما بين الواقع والخيال..
المكان الواقعي كان هو المنزل وأخذ يتنوع عبر افتراضية الحلم من خلال التبديل. في الإضاءة والاستخدامات المتنوعة للأغراض المسسرحية، عبر أسلوب شرطي يوحي بالنقلات المكانية والزمانية عن قصد لإغناء عالم العرض..
والملفت للنظر كان استجابة الجمهور للرموز الشرطية والنقلات الزمانية المتنوعة في العمل، حيث تم الانتقال إلى غرفة الصف.. والحديقة.. ومنزل حبيبته زينب… وساحة المعركة.. وكانت الانتقالات تحصل ونعود إلى منزله، وهذه رؤية منحت العرض الغنى والخصوصية.