بعد عام على الحرب في أوكرانيا.. الأوروبي أولى ضحايا السياسات الأميركية

الثورة – عبد الحميد غانم:

في مشهد الحرب بأوكرانيا، نرى أن قيادات الاتحاد الأوروبي لا صلة لهم بالموضوع، ويتخذون قرارات تأتي بنتائج عكسية بشكل منهجي على بلدانهم وشعوبهم، علاوة على ذلك فإن قراراتهم وسياساتهم التي تسير بشكل مخز وراء الأميركي، تعطي انطباعاً قوياً بأنهم غير معنيين بمصالح شعوبهم وبلدانهم، ولا تمثل أي شعور وطني.
فالأوروبيون هم الضحايا الرئيسيون للعقوبات والحصار ضد روسيا وكل ما يتعلق به، وكذلك مواطنو الاتحاد الأوروبي هم أيضاً الضحايا الأوائل للمعلومات المضللة الهائلة التي لم يسبق لها مثيل، لدرجة أن كل الخطاب “الرسمي” الأوروبي حول الحرب بين الولايات المتحدة وروسيا (عبر أوكرانيا) تم تزويره مرة أخرى، والتلاعب به، واستغلاله، ويستخدم لأسباب تتعارض بشكل أساس مع مصالح الشعوب الأوروبية.
النخب السياسية والجماعات الشعبية الأوروبية التي لم تعد تخفي انتقادها للسياسيين وممارساتهم التي تظهر عدم التكيف وعدم نضجهم الفكري في مواجهة المشكلات المعقدة – حسب تعبير تلك النخب –  بسبب جهلهم، وعدم كفاءتهم، وفقدانهم للوعي أو سذاجتهم، وتنازلاتهم لمصالح ليست للشعوب الأوروبية مصلحة لا من قريب أو من بعيد.
فالدعاية الغربية الأميركية الكاذبة التي نُظمت ضد روسيا لشيطنتها واعتبارها خارجة عن القانون الدولي، أصبحت مبتذلة وغير مقبولة، ولم يعد أحد يصدقها، وهدفها الحقيقي أن تحجب بشكل غريب جميع العناصر التي يجب أخذها على محمل الجد في نظرة موضوعية جديرة بمعلومات أساسية أولية عن الأسباب الحقيقية لهذا الصراع.
لقد حاول الغرب منذ نشوء الأزمة، أي منذ سنة 2014 عندما غزا النظام النازي الأراضي والأقاليم الروسية وقام بممارساته الوحشية ضد الأهالي الروس، حاول أن يطمس الحقائق ويزوّرها، ويحول الواقع لصالحه.
أقلية صغيرة من الدول إلى جانب أميركا (الحلف الأطلسي وأستراليا ونيوزيلندا واليابان)، وهم يتهمون روسيا بأنها “غزت أوكرانيا!”، هذه الرواية الكاذبة المصاحبة لهذا الاتهام تتجاهل تماماً جميع جوانب الواقع التي تفسر الأسباب التي اضطرت روسيا للتدخل فيه، والقيام بعمليتها العسكرية بناءً على طلب الأهالي الذين أسيئت معاملتهم من قبل نظام كييف والأوكرانيين النازيين، الذين تم تشكيلهم وتسليحهم وتدريبهم بتمويل من الولايات المتحدة الأمريكية في وقت مبكر من عام 2014.
هم لم يحسبوا جيداً لنتائج خطوتهم المتهورة التي وصفها الجميع حتى في أوكرانيا بأنها مجنونة، لقد ارتدت عليهم بعد مضي سنة على العملية العسكرية الروسية وبعد ثماني سنوات على احتلال نظام كييف جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
إن القول بإصرار إن الروس غزاة أو معتدون يتعارض جذرياً مع الواقع الجيوسياسي، وهو تضليل غير مقبول لعقل صادق أو تفكير علمي صحيح. كثيرون في الغرب لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهموا أي شيء عن شرعية المبادرات الروسية المتعلقة بشبه جزيرة القرم وأوكرانيا.
لقد ساهم الاتحاد الأوروبي ومن ورائه الولايات المتحدة إلى حد كبير في دفع نظام أوكرانيا إلى صراع مع روسيا وتعطيل أو تحويل المفاوضات إلى أزمة تصطدم بالحائط.
هذه السوابق الأيديولوجية الغربية في التعامل مع قضايا العالم المتوترة لا يحق لأحد تجاهلها، والتاريخ لا يغفل عنها، وكلها وقائع توثق السياسات الغربية الطائشة التي ترهن استقرار العالم وأمنه بتحقيق مصالحها وأطماعها الدنيئة.
لقد سجل التاريخ لفترة طويلة ومكررة أن لسياسات الولايات المتحدة وأطماعها في هذه المنطقة وغيرها، ولا يختلف اثنان أنه لا يهمها مصلحة أوكرانيا وشعبها من وراء إشعال هذه الحرب، إنها دون شك تريد إضعاف روسيا وعزلها وتقسيمها وتدمير الدولة الروسية.
لا يوجد شيء “تآمري” كما تدعي الإدارة الأميركية الحالية أو من سبقها ضد الولايات المتحدة فهو مكتوب ومسجل في العديد من الوثائق في متناول الجميع، كما يذكر بيان الجنرال فيليب بريدلوف القائد الأعلى لحلف الناتو في أوروبا، في 23 آذار 2016 بإيطاليا.
لقد انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة الحد من الأسلحة المضادة للقذائف التسيارية (2002)، ومن معاهدة الأجواء المفتوحة (2018)؛ وانسحبت من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى (2019). في حزيران 2022 نظمت وزارة الخارجية الأمريكية مؤتمراً حول موضوع تدمير روسيا، في إطار لجنة هلسنكي، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تعمل لفترة طويلة جداً لإثارة صراع بين روسيا وأوكرانيا وانتهى بهم الأمر إلى هذه الحال.
فمن أشعل الصراع هو أميركا والكل يعلم ذلك فإلى متى ستبقى آلة الدعاية الغربية تدور في حلقة مفرغة لإقناع الناس بالأكاذيب المضللة، ألم ينتبه العالم ماذا أحدثت أكاذيب هتلر ودعايته النازية والكوارث التي تسببت بها لأوروبا قبل العالم من دمار وخراب؟.

واليوم نشهد تكرار المشهد في نازيي أوكرانيا ونازيي الولايات المتحدة والأوروبيين الذين يريدون جر ليس دولهم وشعوبهم بل العالم إلى كارثة مؤكدة في حال استمرت العنجهية النازية في التمادي على القانون الدولي وصم آذانها على أصوات السلام، والإصرار على العناد والمكابرة على ما يصيب شعوبها من مآس وكوارث تهدد بالمزيد في حال استمر هذا العناد والمجاهرة بالسياسات الجائرة والمتهورة التي لن تفيد مع روسيا بشيء.
الروسي استطاع أن يحسبها بشكل أفضل مما حسبها الأميركي والأوروبي، فالنتائج التي جناها بعد عام على عمليته العسكرية عززت علاقاته الإستراتيجية مع حلفائه، كما وسّعت أصدقاءه في العالم لاسيما القوى الاقتصادية الكبرى مثل الصين والهند ومجموعة دول بريكس، في وقت تتسارع الدول لإقامة أي تعاون مع حكومة روسيا لاسيما في المجال الاقتصادي، بينما في المقابل أصبح الرعب والقلق سمة حلفاء الولايات المتحدة مما هو قادم، بعد تصاعد أزماتهم في الطاقة والغذاء، وان هذا القلق يتصاعد خاصة بعد التطورات الميدانية للحرب لصالح روسيا، ودفع أميركا بتعزيزات عسكرية غير معروفة الأهداف ومجهولة الغايات حتى من قبل ساستها، فأصبحت تصور تلك التعزيزات كأنها احتلال أميركي للقارة العجوز لبسط سيطرة الأميركي عليها والتحكم بها كيفما يشاء وفي الاتجاه الذي يريد.
ما تكشفه ممارسات الولايات المتحدة الحالية والسابقة يدل على أنه ليس لديها سوى مصالح أنانية تتجاهل بقية العالم، وطريقتها في فعل الأشياء هي بالضرورة إجرامية ومكرسة لقضية الشر في حد ذاتها.

آخر الأخبار
منع الدراجات النارية بحلب.. يثير جدلاً بين مؤيد ومعارض! توزيع مستلزمات لإيواء 350 أسرة عائدة إلى القنيطرة١ أهالي حلب يستعيدون الأمل.. بدء منح رخص الترميم وإحياء الأبنية المتضررة روادها من مختلف الشرائح.. "البالة" تنتعش في أسواقها مقارنة بالجاهزة تموين حلب تكثف جولاتها لضبط أسعار ومستلزمات العيد ترامب يعيد فرض حظرالسفر إلى الولايات المتحدة على 12 دولة ويستثني سوريا انهيار وتوقف كل الأنشطة التجارية وخروج ٤ آلاف سفينة إرادة إصلاحية حقيقية ستنقل الاقتصاد إلى واقع جد... حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم تركيا وإسرائيل تواصلان محادثات منع الصراع في سوريا بعد رفع العقوبات.. "الأوروبي" يخصص 175 مليون يورو لدعم تعافي سوريا سوريا بين مرحلتين.. هل ينجح باراك بتحقيق ما عجز عنه كيسنجر؟!. Atlantic Council التحولات في المنطقة تتيح للعراق فرصة نادرة لبدء فصل جديد مع سوريا العلاقات الاجتماعية عند السوريين.. موسم للتسامح ورسم ابتسامة على وجوه المحتاجين إعادة تأهيل سدّ أفاميا ومحطّة الضخ استعدادات " صحة " درعا لعيد الأضحى دمشق تتمسك وإسرائيل تخرق.. فهل انتهى عهد اتفاقية 1974..؟ استنفار صحة طرطوس خلال عيد الأضحى.. جاهزية وعمل مستمر سوريا الحرة تُفكّك "جمهورية الكبتاغون الأسدية" المبعوث باراك: ترامب لا يريد رؤية سوريا منصّة لتهديد جيرانها "الخدمات الاجتماعية" بحماة تستهدف 4 آلاف أسرة بكسوة العيد