الثورة:
نجحت السجائر الإلكترونية في إقناع نحو 6.7 بالمئة من المدخنين في العالم بالانتقال إليها وترك السجائر العادية، بعد نحو 13 عاماً من طرحها في الأسواق، و15 عاماً على اختراعها.
وحالياً، ينصح بها أطباء كثيرون كبديل ضرره أقل عن السجائر العادية . مع ذلك، فإن هذه السجائر لا تزال تثير التساؤلات وهي تشكل موضوع نقاش صحي شبه مستمر.
وثمة توافق في الدراسات حالياً على أن تدخين السجائر الإلكترونية يخفض المخاطر للمدخنين الذين يحاولون ترك السجائر.
هذا ما يؤكده المختصون في أمراض الرئة، “إذا كان التدخين خطيراً كالقيادة بعكس السير على الطريق السريع، فإن تدخين السجائر الإلكترونية يشبه القيادة بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة بدل 120”.
ولكن مع ذلك، فإن شمّ بعض الروائح التي تصدر عن تلك السجائر تطرح علامة استفهام حول المواد التي تحتويها.
حيث إن السجار الإلكترونية لا تصدر دخاناً إنما بخاراً. هذا ما تجب معرفته أولاً.
عندما يشعل المستهلك سيجارة عادية ويحرق تبغها، تبدأ عملية من التفاعل الكيميائي بالحدوث، بين النار والحرارة الأكسجين. وتسمى هذه العملية علمياً “الاحتراق” وتصدر عنها مكونات سامة مثل أول أكسيد الكربون وسيانيد الهيدروجين [حمض سيان الماء] والبنزين وأكسيد النتروجين والقطران.
وهذا الخليط من السموم يساهم في إصابة المدخن، ومن حوله أيضاً ولكن بدرجة أقل، بأمراض السرطان وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولكن عندما تستهلك السجائر الإلكترونية، فإن ما يحدث هو التبخر، أي أن المادة تتحوّل من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية.
هذه العملية تحدث بسبب ارتفاع حرارة الموصلات المعدنية [Résistance] إلى نحو 200 درجة مئوية ولكن العملية لا تكون كيميائية وهي بالتالي أخف وطأة على المستهلك.
ويقول الخبراء إن تدخين السجائر الإلكترونية يخفض كمية السموم التي يستهلكها الجسم بنسبة 95 بالمئة مقارنة بالسجائر العادية، مع ذلك فهم لا ينصحون غير المدخنين باستهلاك السجائر الإلكترونية رغم “نظافة العملية”.
هل تتسبب بالأمراض؟
تتكوّن السوائل في السجائر الإلكترونية من مركب عضوي اصطناعي هو بروبيلين غليكول والغليسيرين النباتي.
وفقا لأحد المختصين ، يؤمن المُركب الأول، فيزيولوجياً، الشعور الذي يبحث عنه المدخنون السابقون، أما الثاني فيؤمن للمستهلك مذاقاً حلواً إلى حدّ ما ويعزز عملية إنتاج البخار.
ويدخل النيكوتين إلى هذين المركبين بدرجات مختلفة كما هو معروف.
وفي فرنسا تجبر القوانين المصنعين تحاشي الكثير من المركبات في هذه السجائر خصوصاً المركبات المُسرطنة والسامة ومركبات أخرى مثل المعادن الثقيلة والسكريات والمُحليات والزيوت النباتية والمعدنية والفيتامينات والمواد المضافة المنشطة ومركبات الفورمالديهايد.
ويجزم الأطباء بأن تدخين السجائر الإلكترونية لا يسبب أمراضاً في الجهاز التنفسي ولكنها تشير إلى أن البخار قد يؤدي إلى إثارة الجهاز التنفسي مثل بخار الساونا، ما يؤدي إلى السعال أحياناً.
لتقليل المخاطر بشكل أكبر، وخاصة مخاطر السعال، ينصح الخبراء بشراء سوائل إلكترونية عالية الجودة ومطابقة للشروط التي تحددها السلطات، وأيضاً تغيير الموصل المعدني بانتظام حتى لا يسخن أكثر من المطلوب ويسبب تسرب السوائل.
وحتى الآن، فإن التأثير الضار الوحيد الموثّق حقاً للتدخين الإلكتروني يبقى في مجال الفم، مع خطر الإصابة بأمراض اللثة، حيث يميل مركب الغليسرين إلى تجفيف الأغشية المخاطية.