عبير علي:
البطاقات المثقبة، أو ما يسمى «دق الكرتون» فن جميل بكل تفاصيله يتضمن كراتين مطرزة برسومات معقدة لصناعة النسيج، هذه الحرفة اليدوية القديمة دخلت سورية بداية القرن العشرين على يد أخوين من أصول أرمنية، وللتعريف أكثر بهذه الحرفة ألتقت صحيفة الثورة بالمهندس محمد مارديني، وهو الوحيد الذي لايزال يمارس المهنة، وقد بدأ حديثه بعبارة حزينة «المصلحة رح تتوفى»، ليخبرنا بعدها كيف تعلم الحرفة من والده محمد سعيد مارديني الذي تعلمها من معلمه الأرمني» ديكران» عام 1960 وكان شراكة مع المهندس راتب ملص.
أما اليوم فهو يمارس عمله على الكمبيوتر، موضحاً أن الكرتون سوف يندثر وسيبقى الورق والكمبيوتر، كما أن الورق ينازع بسبب التكلفة العالية وعدم وجود سوق خارجي أو محلي، وتصريف البضائع سيء للغاية، وأكد أن التقدم والتطور العلمي هو من أنهى هذه الحرفة، وليس للوضع الراهن وظروف الحرب علاقة بذلك، منوهاً إلى أن القصة تحولت من كرتون أو ورق إلى ملف «DT» على الكمبيوتر، أما قبل ذلك فكانت ترسم اللوحة على ورق «ميلي مترات مربعة» ثم تلون وتدق على الكرتون والثقوب المفرغة هي التي تعطي توجيهاً إلى المكوك وخيوط الشبكة كيف تعمل، وتحول الرسم اليدوي لنحصل على القطعة المطلوبة «بشكير، منشفة، حرام حرف، حرام كبيتونين، قماش، دامسكو».
ولفت إلى أن رسومات المهنة كانت محصورة بـ «ديكران» فهو المعلم والمرجع، وختم بالقول: اليوم نودع هذه المهنة التي كان لها دوراً أساسياً في جعل سورية سباقة في صناعة النسيج.
التالي