الثورة:
خلال الأيام القليلة المقبلة، سيجري إطلاق مسبار إلى الفضاء في مهمة ستستمر 8 سنوات، بحثا عن إشارات الحياة في عوالم أخرى من نظامنا الشمسي، وتحديدا في الأقمار التي تدور حول كوكب المشتري.
حيث إن المركبة الفضائية لن تتوجه إلى الأجرام السماوية القريبة من الأرض مثل المريخ، وعوضا عن ذلك ستحلق في الفضاء لمسح الأقمار الجليدية المحيطة بكوكب المشتري.
وبهذه المهمة، فإن البشرية تفتح فصلا جديدا في رحلة البحث عن الحياة خارج كوكب الأرض.
ويحمل المسبار اسم “مستكشف الأقمار الجليدية للمشتري”، ويسعى لكشف مزية غير معروفة في نظامنا الشمسي.
تفاصيل عملية إطلاق المسبار:
ينطلق المسبار يوم 13 نيسان الجاري.
ينطلق من غويانا الفرنسية في أميركا الجنوبية.
تبلغ تكلفة المشروع 1.4 مليار دولار.
وهذه أول مهمة فضائية تسعى إلى استكشاف الأقمار الجليدية التي تعد من العوالم البعيدة نسبيا، خصوصا داخل مجرتنا.
وتوجد أضخم احتياطيات المياه في عوالم بعيدة عن الأرض، في الفضاء العميق، وفي المدارات حول كوكبي المشتري وزحل.
وقال العالم في البعثة الاستكشافية، أوليفر ويتسي: “إننا نود أن نرى ما إذا كانت هناك أماكن حول المشتري يمكن أن تبدأ فيها الحياة. نحتاج إلى إيجاد مكان يملك طاقة داخلية وماءً سائلا”.
حيث أن “الأقمار الجليدية حول المشتري تمنحنا أسبابا وجيهة لاعتقاد بأن هناك ماء أكثر من مما هو موجود على سطح الأرض”.
وكانت فكرة أن أفضل آمال العلماء بالعثور على حياة خارج الأرض تعتمد على استكشاف الأقمار المغطاة بالجليد في الفضاء تبدو سخيفة قبل عقود.
لكن أبرز الآمال التي راودت العلماء تعلقت بكوكبي الزهرة والمريخ، وسرعان ما اكتشف هؤلاء عبر مهمة فضائية أن حرارة سطح كوكب الزهرة تبلغ 475 درجة مئوية، وهي حرارة كافية لإذابة الرصاص.
واكتشف العلماء بأن كوكب المريخ فقد الغلاف الجوي والمياه السطحية قبل مليارات السنوات، أما الجهود الساعية لاكتشاف إمدادات مياه تحت سطحه لم تنجح حتى الآن.
وفي الوقت نفسه، اكتشفت مسابير أميركية أن ثلاثة من أبرز أقمار المشتري عبارة عن عوالم من الجليد التي تغطي محيطات من المياه السائلة، أي الشرط الوحيد الضروري لوجود الحياة.
والأقمار هي:
غانيميد
كاليستو
أوروبا
ويقول عالم الفلك الأميركي، نيل تايسون، تعليقا على موضوع الأقمار الجليدية: “إذا كان هناك أي مكان آخر للبحث عن الحياة فيه فهو هنا”.