أجمل ما يميز أي شخص في المجتمع خلال مسيرة حياته هو أخلاقه وحسن تعامله وتصرفاته مع الآخرين، وكلما كان اختيار ألفاظه وكلماته بشكل حسن وبعناية، وكانت مناسبة ودقيقة، كلما استطاع أن يصل إلى أن يدخل إلى قلوب الطرف المقابل بلا استئذان.
وقد أوضح المربون في مجتمعنا ذلك عندما قالوا: “تكلم حتى أراك” فحديث المرء وكلامه يوضحان طبيعته وشخصيته واتجاهاته وأخلاقه ، ومدى ثقته بنفسه، وكم من إنسان خسر الشيء الكثير في حياته لأنه لم يحسن الحديث، ولا التلطف في كلامه مع من حاجته عنده، أو من يجلس معه.
والأهم من هذا هو اختيار الوقت المناسب للحديث، فهناك أشخاص لا يعرفون قيمة وأهمية الشخص الذي يقابلونه فيطلقون الكلام هكذا جزافاً، ولا يسمحون له بالتدخل، من دون إدراك لماهية تصرفهم، ثم نراهم يندبون حظهم لأنهم خسروا مطلبهم، في حين نرى أن من يحسن التعامل والحديث بلباقة، وهو ما يسميه الناس بـ”الإتكيت” أي من يتعامل بأصول، يحترمه الآخرون ويصل إلى المرام الذي يبغيه.
ومثالنا على ذلك أن من يلقون الكلمات في مناسبات عدة وحتى في تقديم المحاضرات أمام الجمهور ينجون في الوصول إلى جمهورهم لأنهم تحدثوا بلباقة ومنهجية وبسبب إلقائهم الثر واختيار الكلمات المناسبة، فنراهم يمتلكون قلوب الحاضرين، على عكس من يطيل ويتلعثم في الكلام وليست لديه جمل مترابطة، فنجد من يقول: “ليته لم يتحدث” بل ويحصل الملل والتأفف من وجوده.
فلنحسن اختيار ألفاظنا، ولنستعن بأصحاب الخبرة والاختصاص ونستفد منهم، وكما قالوا: “اسال من كان بها خبيراً”، لأن الفوز والربح سيكون لمن أحسن التصرف والتلطف في حديثه وطريقة معاملته.
جمال الشيخ بكري